عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-09-2011, 10:21 PM
الصورة الرمزية عساف
عساف عساف غير متواجد حالياً
.
 






عساف is on a distinguished road
افتراضي جبروت القبيلة رقصة المـوت ( الجـزء الثاني والأخـير )

الجزء الأول هنا ( http://www.zahran.org/vb/zahran109779.html )


الجـــزء الثـاني


سارت العرضة من تلك القرية تدك الأودية و الشعاب والشاب في معيتهم
تدفعه أفواه البنادق وتزجره قصائد الشعراء
إلى قــريته وساحة الإعــدام




في قريته كانت النسخة الأخرى للفكر و العرضة أو ما اتفق عليه

في إحضار الأخ الأصغر للجاني في المكان المراد أن تجتمع القريتين
بالإخوين في معراض عام

بعد أن تم قبل ذلك سحب كافة الأسلحة من ذوي الجاني (لحمته )وجِردوا منها
والزموهم بالحضور ( المقتول ليس له أخوه أو ابناء عم أو ذريه )
خشية من وقوع ردة فعل إذا تقابلت الرجال وكل ٌ قام يعتزي ويتفقد حزامه
أنه الجبروت القبلي الذي يجيد سحق كل صوت أو معارضة
بكل غطرسة و عـنجهية ،

وضع الأخوين في منتصف المعراض وتحلقت بهم الرجال ووجهت إليهما البنادق وأسلطت الجنابي على الرقاب

وطلب منهما بأن يقتل أحدهم الأخر أو سيتم قتلهما معاُ باسم القبيلة ، قصاصاً في عمهما أو ثارٌ لمقتله ،

كل ٌ من الأخوين ممسكا ببندقية و نيشانها على كبد أخيه

لا مجال ... لا خيار ... لآ بد أن يشرب صعيد القرية من دم احدهم أو كلاهما
لافرق واحد أو اثنان فأحدهم الجاني و الأخر أخوه
هذا ما حكم به جبروت القبيلة و ما أرجف به زير رقصة الموت الأسود

لحظات ترقب مرت على ذلك الجمع الغفير البعض منهم لم يرضيه الموقف
وندم على حضوره
لحظات كالجمر المتقد قذف في موقده شقيقين مكبلين
وفي أكفهم رسل المقابر
ولابد من نهاية ، وأن ينفض ذلك الجمع عن دمٍ مسفوك بيد شقيقٍ مكلوم







الجــزء الأخــــــير


تم لهم ما أرادوا

ذبح الشقيق الصغير أخاه الكبير الجاني
بعد رفض وامتناع الأخير بقوله

لن اقتلك ولا تجعلهم يقتلوننا معاً

كيف كان شعور هذا الشقيق و أخوه مضرج بدمائه بين ذراعيـه

وهو الذابح والمذبـوج ؟؟؟!
لم يقف الصلف والجبروت القبلي عند هذا المستوى
بل أن رفادتهم تلك الليلة من بيت العم المقتول بذِبحٍ عظيم ... نصراً ومكافأة
على تنفيذ قصاص .. نفذ بأسلوب وحشـي ،
القرية التي كان بها الجاني دخيلاً
سمعوا بالخبر و أن دخيلهم قُتل ،





قتلوا ولدهم الذي فرط في من أستجار بهم

ودقت الحرب

طبولها و أوقضت الفتنة بين القرى والمجالس القبلية

وبدأت فرق الأغتيالات تجوس الديار وتترصد لرجال القريتين ،

لغسل ما لحق بهم من هذا التعدي والتواطؤ .


الشاب الذي نفذ القصاص في أخيه




ضاقت به الأرض بما رحبت وأبغض القبيلة ومن يدرج على ترابها... والماء و الطائر المحلق في سماؤها،

فباع كل املاكه بثمن بخـس ورحل عن القرية يحمل جراحه الدامي

عاش بقية عمره مع أسرة كونها بمناى عن هذا التاريخ والذكرى ، ولم يعد إلى تلك القبيلة التي جعلت منه قاتل أخيه الوحيد



.

انتهت القصة و طويت الصحف وأمسى أبطال حكايتنا في المقابر رهن إعمالهم

و قد أَفضَوا إلى ما قَدَّمُوا ،

اللهم تجاوز عنهم و أسكنهم فسيح الجنان بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين و يا خير من تجاوز
وجاد ، فقد عاشوا في ضروف لا ترحم ولا تمنح العاقل فرصة التدبر ، وباتوا الليالي يفترشون
حصير الخـوف ويلتحفون الموت والسلاح ، فالعاقل حائر و الجاهل كفاه ما ابتلي به ،
مع بعد عن التعليم والعلم الديني وفكر قبلي يستمد شرعه من جبروت القبيلة







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــ

كما سمعتها صغت حروفها
عـســـــــــــاااف
رد مع اقتباس