عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-01-2008, 12:24 PM
الصورة الرمزية نزف الجروح
نزف الجروح نزف الجروح غير متواجد حالياً
 






نزف الجروح is on a distinguished road
افتراضي كيف تبني صداقة.........؟

[align=center]تحية معطرة بماء الورد عليكم [/align]




[align=center]الصداقة[/align]



[align=center]الإنسان بمعناه الإنساني وإن كثر ماله ، وامتد جاهه ، يظل يحس
ويشعر أن في حياته فراغاً إذا فقد الأصفياءلأنهم يمنحونه البهجة والمسرةّ والصداقة
أهم الدعامات التي يشيد عليها بناء الوحدة الإسلامية ، وهي أساس العمران ،
وسر تقدم الأمم ، وهي حكمة ربانية في طيها أسرار الصدق ، والنبل، والشهامة ،
و أسمى مراتب التضحية ... لا تدوم ولا تستمر ، ولاتبقى إلاّ بتوفر أمرين :

أولاً : أن يشارك كل منهما الآخر في صفته فيستحيل أن تدوم
الصداقة بين ضدين
ثانياَ : لابد أن يكون أحدهما لين العريكة ( لين الطبع - سهل )
وإلاّ انفصمت عرى صداقتهما لأول خطوة. فلن تدوم الصداقة

و الصحبة بين أثنين اتصفا بحدة الطبع! لكننا نرى في أغلب الأماكن ، وعلى اختلاف الأزمنة،
أن الشكوى قد عمت من فقدان الصاحب الصالح والصديق المخلص، وأصبح الكثير من الناس
يائسون من وجوده ، فكأنما الصديق المخلص خرافة أو أسطورة من أساطير الأقدمين ....
والأمر ليس على غرار ذلك ، ولكن الصورة التي علقت في أذهاننا عن الصديق من الوفاء
المطلق والإيثار المحض هي التي جعلت الناس يعتبرون الصداقة أمراً يتعذر وجوده ، أو
إنشاءه وتحقيقه إذن فالصداقة موجودة والصديق يمكن إيجاده وتحصيله ، من غير أن
ننسى أنه بشر ( أي : غير معصوم ـ واحتمال الخطأ وارد)ونحن بدورنا يجب علينا
التسامح والأناة وسعة الصدر وحسن التفاهم من غير مِنْة أو شعور بالأفضلية وقد تعترض
الصداقة أمور تؤدي إلى القضاء على الإحساس النبيل قضاءً تاماً ومن أهم أسباب فشل
علاقات الصداقة أحياناً :

أولاَ : عدم التوفيق في اختيار الصاحب الصالح: فلا يصلح للصحبة
كل إنسان ، قال 8 المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ". فيشترط في الصاحب
الصالح خمس خصال : أن يكون عاقلاَ ، حسن الخلق، غير فاسق ، ولا مبتدع ، ولا حريص
على الدنيا.

ثانياَ : تنافر طباعهما : وقد أشرنا إلى ذلك سابقاَ في أسباب
دوام الصداقة واستمرارها.

ثالثاَ : شحن الصدور : فكثير من الأصحاب تجدهم في أحسن
حال وتغبطهم لذلك بيد أن كلاً منهما قد شحن صدره على الآخر ( لمواقف كانت كبيرة
أم صغيرة ) . دون أن يسمع من الطرف الآخر كلمة دفاع وتبرير للموقف ، مما يجعل ذلك
الرين يعلو على قلبيهما فيشكل حاجزاً قوياً بينهما يصعب تحطيمه .

رابعاً : إهمال آداب الصداقة وعدم الالتزام بها: فليس من الصحيح القول
: بين الأحباب تسقط الآداب ، لأن الآداب إذا سقطت سقط الحياء ، وإذا لم يستحِ الإنسان
يفعل ما يشاء، والصحيح هو أن تسقط الكلفة و التكلف بينهما . فكما للمسجد والصلاة
قدسية فللصداقة كذلك قدسية وآداب يجب الالتزام بها مثل : السلام ، الاحترام ، الزيارة ،
المصافحة ، كتمان الأسرار ، إخبار الصديق بحبه له .....الخ .

خامساَ :ترك الصداقة للصدفة : قد تمكنك الصدفة من الحصول على صديق
، لكنها لا ترسخ معنى الصداقة، فالصداقة لا تأتي من فراغ ولا تقوم إلا على أساس
فهي كالبناء الذي أساسه الحب في الله ومعناه أن تبرأ من الأغراض ، وأن تخلص
لوجه الله الكريم وأن تكبر وتولد في طريق الإيمان والإحسان .

سادساً : الاندفاع العاطفي : فليس من الصحيح أن يكون
الحب مفرطاً، وقد يحدث أن يخطئ الصديق الأول :

واحتمال الخطأ وارد ـ فينصدم الثاني بشيء لم يتوقعه . أما إذا اعتدل الصديق في حبه
لصديقه فإنه يضع في حسابه أن صديقه ولسبب ما قد يخطئ ويحتاج للعتب والمسامحة .....

فضلا عن الاندفاع العاطفي يجعل الصديق يعامل صديقه وكأنه قديّس ، فلا يبين له خطأه
وهذا خلاف الصداقة الحقيقية المطلوبة .

همسة أخيرة : الصحبة التي تكون الحد الأعلى من المحبة
والإيثار أمر مستصعب ، طمح إليه الفلاسفة فلم يبلغوه ، وفتشوا عنه فلم يجدوه ،
ولكننا نجد بين الحد الأعلى للصحبة وبين الحد الأدنى مراتب كثيرة، نستطيع أن
نصل إليها بقليل من الجهد ، [/align]
[align=center]و الصبر ، والعناء والتسامح .[/align]

[align=center]تقبلواااااااااتحياتي[/align].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس