في يوم خميس الانتخابات غرة شهر ذي القعدة 1432هـ ،
لم يكن يوما عاديا ولم يكن يوما طبيعيا بل كان يوما تاريخيا بكل المقاييس ،
حتى انني لاحظت ان شمسه اشرقت اكبر واسرعت اسرع في مسارها
وتوثبت اقوى وابهرت العيون .وكادت ان تملاْ عنان السماء في وقت مبكر ..وقد فعلت
تسارعت الخطى وخرجت الوفود وتداعت القبائل الى مرشحيها لتنتخبهم ،
فمنهم من اتى راجلا لقرب مركز الاقتراع
ومنهم من جاء راكبا
ومنهم من زاحم بني عمه وجلدته كي لا يتخلف احد عن المسير وقد طاب المسير ....
فجائت القبائل بقضها وقضيضها .
جاءت لا تلوي على شيء الا لدعم ابنائها الذين تقدموا لترشيح انفسهم لتقوم بانتخابهم والتصويت لهم كي يفوزا الا قبيلة بني عدوان
جلس المرشحون على خط واحد وعيونهم ترقب الداخلين الى صندوق الاقتراع
وتزداد ابتسامة البعض اتساعا لدرجة انها تكاد تبتلع القاعة بصندوقها الزجاجي الشفاف والذي يرمز الى عدل لا شائبة تشوبه يشرف عليه لجنة لا يدخل الشك اليها ولو في يده خاتم سليماني
بينما يزداد بعض المرشحين عبوسا لدرجة انه قد يرجوا الارض ان تبتلعه ليقضي على شقائه ووحدته في ذلك اليوم العصبي القبلي المهيب
وبينما يسلي بعض المرشحين نفسه بانه جاء ليشارك وياخذ خبرة لعلها تفيده مستقبلا .
ولكن ليس كمرشح ولكن كقائد حملة لمن لهم في الطيب نصيب بعد 4 سنوات ان شاء الله وعاش
قبيلة بني حرير جائت عن بكرة ابيها لتقف خلف مرشحها الوحيد وساندته حتى فاز وانتصر .....
مدينة الاطاولة جائت وشاركت وجاء شيخها بجلالة قدره وشارك في الانتخاب وفاز مرشحهم ...
قبيلة بني جندب
قبيلة غامد شاركت رغم بعد المسافة وفاز مرشحها
بينما احجمت قبيلة بني عدوان عن دعم ثلاثة من ابنائها وهي التي لو حضرت لفاز الثلاثة بالاغلبية
بني عدوان التي هي 34 قرية لم يحضر منها سوى 34 رجلا صوت منهم 20 لمرشح و12 لمرشح و2 لمرشح (وهم معروفون لدينا بالاسم فلهم الحب والاحترام والتقدير) .
لم يحضر شيخ بني عدوان ....لماذا ؟ .فان كان يحب جميع المرشحين ويخشى من الاحراج وتفضيل احدهم على البقية
فكان لزاما عليه ان يحضر ليقدم التهنئة ويساند، فلقد حضر كل شيوخ القبائل لدعم المرشحين.
ويدعم بالاتصال ببقية القبيلة لحضور الانتخاب ، ولكنه لم يحضر ....
ولم يحضر جميع مثقفيها وهم اهل صناديق الاقتراع وحملة لواء المشاركة في التنمية
ولم يحضر جميع اعيانها فهم دائما في مقدمة حضور اي شيء لاي شيء
ولم يحضر جميع رجال التربية والتعليم فيها ليعلموا الاجيال بان هناك يوما انتخابيا تاريخيا
فمن الذي سقط في الانتخابات ؟
هل سقط المرشحون بعدم فوزهم لان احدا لم يدعمهم ؟
ام سقط الناخبون العدوانيون بعدم حضورهم للترشيح ؟
اسئلة تجيب عليها حالة القبيلة الجغرافية والتنموية وستبقى على الهامش الى ان يقيض الله لها رجالا يعرفون قيمة ثغر الباحة الشمالي الباسم .
...........
فديت اصواتكم التي لم اسمعها في يوم الانتخاب التاريخي يوم لن أنساه لبني عدوان
وفديت عيونكم التي لم تشاهدها عيوني يوم الانتخاب .........