[سعدي الداموك]

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا و نبينا محمد واله و صحبه اجمعين أما بعد

فاننا في زمن عصيب كثرت فيه طرق الهدم و التخريب و غابت عنه معاني الجهاد و البناء. فزمننا هذا تموج فيه الفتن موج البحر و يكثر فيه الخداع و الدجل و الرياء فانتشر التلبيس و التضليل بوسائل اعلامية ماكرة تلبس على الناس دينهم و تاريخهم و ذلك ليس الا لتشويه و هدم كل ما هو خير وجيد به.



فهانحن نجد انفسنا عاجزين، غير قادرين في بعض الاحيان على تصديق او تكذيب خبر نسمعه او نقراه وذلك لضعف و شبه انعدام المصداقية بين شتى وسائل الاعلام واحيانا يصل الامر بين انفسنا، فالكل يروج لما من شانه ان يخدم مصلحته و يرفع به شانه.

وهنالك عدة اسباب لذلك، اهمها على الاطلاق الغزو الغربي لنا، الذي يستمد قوته من الحقد اليهودي لاسلامنا وعروبتنا، فاليهود قبل هذا عملوا على اغراق الغرب بمكرهم ودسائسهم حتى نراه الان على ماهو عليه من الفساد و الخراب. والغريب انه كان شائعا عند الغرب قديما ان كل ماهو خبيث و سيء انما يكون من عادات و افعال اليهود، حتى انه كان من انواع السباب و الشتائم الشائع لديهم ومازال في بعض مجتمعاتهم ان يقول فلان لاخر انت يهودي اول لديك اخلاقا يهودية. و مما يذكر ان ستالين في شبابه كان يجد صعوبة في ايجاد عمل لانه كان يملك سحنة تشبه وجه اليهود.


والان وبعد ان احكموا سيطرتهم على الغرب وبعد ان وضعوا ايديهم بجانب الكفار الاخرين جاء الدور على القضاء على الاسلام و المسلمين اينما كانوا. ومن ضمن اسلحتهم بل اردعها على الاطلاق السلاح الثقافي و الاعلامي هادفين به زعزعة ديننا سواء اكان ذلك باغراقنا بلهو و ترف الحياة واما بالتلبيس و التضليل فيه مساعدا لهم في ذلك تنوع وصعوبة التدقيق او حتى الحد في اساليب الثقافة العصرية كالانترنت و الفضائيات و غيرها.

ومن العوامل الاخرى المساعدة ايضا على ما نجد من اغاليط ومن اخطاء سواء كانت متعمدة ام مدسوسة ام اي كان هدفها:

1. الجهل لكثير منا باساليب و طرق التحري و التثبت من الامر المعرض علينا.

2. الاغترار ببريق الفاظ الخبر والحدث وذلك لضعف ادراكنا بمعاني و الفاظ لغتنا.

3. التركيز على المظهر و الشكل مع اهمال الجمهور للامر.

4. مسايرة الواقع والمضي مع الركب ولربما تكون هذه من اشد العوامل المؤثرة فالسكوت والرضى على الاولى يتبعها بكل سهولة السكوت والرضى على ما بعدها.

5. ما انتشر في بيوت المسلمين من ادوات اللهو و الفساد الحديثة ناهيك عن ترك الامر دون رقابة.

6. مسامرة ركب الغرب في بعض الميادين والتركيز عليها كالتمدن و الترف الزائد وترك ما هو اولى.



ونتيجة لذلك نجد او نقراء ما هو غير صحيح سواء على المنتديات او ما يصلنا عبر البريد الالكترني اكان ذلك موضوعا دينيا او اجتماعيا او ماشابه. هذا غير ظهور الكثير من المواقع التي ظاهرها المعرفة وباطنها التضليل. فكم منا مرت عليه مثل تلك المواقع ووقع اسيرا لما بها لانه لايملك من العلم ولا المعرفة الشيء الكافي ليحكم على مصداقيتها او على صحة ما ينشر بها.


ومن شأن ذلك ان يجعل الفرد منا يتخبط في ما يسمع من هنا وهناك فيبقى حائرا ايا يتبع او ايا يصدق الى ان تنعدم المصداقية لديه حتى في الصحيح والطيب من الامر، عندها فقط نقول بأنهم نجحوا في مؤامرتهم وفيما يسعون الى تحقيقه.



ولذا وجب علينا الحذر والا حتياط في كل ما هو جديد ومحاولة التثبت لما نقراء او نسمع ووجب علينا التمييز بين كل ما هو صالح وكل ما هو غث، فان وجد مايخالف فطرتنا وديننا تركناه. وعلينا ان لا نتسرع في نقل كل مانقراءه من هنا و هناك الا اذا بان معدنه ولم تكن حوله شبهات. فان راينا ماهو فاسد او تنبعث منه رائحة الفساد بحثنا في امره وعملنا فيه جد ما نستطيع، فذلك ليس فقط يمكننا من الحكم عليه وانما يساعدنا ايضا على اثراء المعرفة لدينا وزيادة معالم الادراك لدينا و بث روح التقصي والبحث عن الحقيقة، والا فل نحيله الى من يملك المعرفة ومن لديه العلم الكافي للبت فيه قبل ان ننشره فيغرق فيه غيرنا كما غرقنا نحن به.



وجزا الله خيرا بعض الاخوة القائمين على تفحص كل ما يستجد وعرضه على اهل الاختصاص والعلم في البت فيه، ليكشفوا النقاب عن اي خطاء او غلط منشور وحتى لا تتزعزع المصداقية لدينا في كل شي.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


منقووووووووووووووووووووووول