هكذا هي الدنيا يا أخي , نرى هناك من هو ظالم و من هو مظلوم ..
تتعدد الأسباب و الدواعي .. و يكاد الظلم كما نراه في أيامنا هذه سائداً ..
و منتشراً , و قد أصبح الخوف من الرقيب سبحانه شبه معدوم من قلوب الأكثرية ..
فـ نرى ذاكَ يظلم أخاه و الآخر يظلم أباه و اخوانه و اقاربه
ولا رادع لهم ولا لسوء فعلهم
إن قلنا اتقوا الله اخذتهم العزة بالإثم و قليلاً من يتذكَّر و يخشى
و يعرف أنَّه اخطأ و عليه الإعتذار و التوبة
نسأل الله أن يجعلنا مظلومين لا ظالمين
..
أياً كان من يظلمني , لا أكاد رفع بصري له أو اناظره ..
لأني في داخلي ذا علمٍ كبيـر و يقينٍ أكبر أنَّ الله عنده الحق و العدل سبحانه
سيأخذ بحق من ظَلَمَ و سيردُّ الحقوق إلى أهلها
إن تعرَّضت في يومٍ إلى ظلم , فـ أول شي اعلمه و أؤمن به ..
و يجعلني حتَّى و إن تألَّمت صبورةٌ و مؤمنة ..
هو أنَّ الله مع الحق و مع المظلومين ..
لذلك يطمأن قلبي و يهدأ , ولا أخفيك أنه لا شيء أشدُّ على قلبي من الظلم ..
و الكذب ..
سواءٌ لي أو لـ غيري ..
إن تعرضت لذلك , فـ من حق نفسي أن ادافع عنها و أظهر للعالم من أكون حقيقة ..
وقبل ذلك أكون متوكل تمام التوكل على من خلقني و خَلَقَ الخَلْقَ أجمع ..
فـ أدافع عن نفسي بصبرٍ و ثبات , و لا يتزعزع الإيمان بـ داخلي أنَّ الله ناصري ..
و إن وَقَف بنو البشر كُلُّهُمُ ضِدِّي ..
من ظُلِم , أو تعرَّض لـ ظلم من أحد فـ لـيعلم قبل أي شي ..
أنَّ الله معه و ناصره و مؤيده و لن ينساه و سيأخذ بحقه و إن طالت الأيام على الظالم
ثقتي بـ الله ستجعلني في ثبات , مؤمن , محتسب , صابر ..
سأثبت من أكون و ادافع عن نفسي قدر الإمكان و الإستطاعة ..
و لن أنسى بتاتاً سهام الليل التي لا تخطئ , أن يظهر الله الحق و ينصر المظلوم ..
في كثير من الأحيان تغشاني الرحمة و الرأفة على الذين تعدُّوا على الخلق و ظَلَموا ..
فـ أحِنُّ و ارأف لـ وجه الله ولا أدعو عليهم بتاتاً ..
بل شيئان أثنان أقولهما و ادعو بهما :
[يارب إني مظلومٌ فـ انتصر .. حسبي الله ونعم الوكيل]
بأي طريقةٍ يشاء سبحانه , بحكمته و علمه سبحانه سينصر من صَبَر ..
..
لا أنكر أني لو تعرضت مثلاً لـ ظلم قوي .. أنَّ قلبي رُبَّما يضيق و الغضب يجتاحني ..
فـ لا أشد قلبي من الظلم شيء .. بل هو الأشد و الأقسى ..
و على ذلك , لا يُصَبِّر المظلوم سوى تذكره أنَّ سيد البشر محمد ..
- صلى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - قد ظُلِم و تأذَّى و تألَّم ..
فما نعانيه و سنعانيه إن كَتَبَ الله لنا شيئاً سيكون أشد مما لاقاه النبي الأمي ..
و ما ذلك إلا تصبيرٌ لكل مظلوم , فـ عقاب الله سيحل عاجلاً أم آجلاً على الظالم ..
و إن طال بهِ الأمد ..
..
نسأل الله أن يقينا شرور أنفسنا و الخلائق ..
و أن يجعلنا مظلومين لا ظالمين ..
فـ الظلم ظلمات يوم القيامة , ليس بالهيِّن أن يظلم إنسانٌ آخر ..
فـ لو ذقنا ذلك في يومٍ من الآيام , فـما غيرُ رجاء الخالق سبحانه ..
قبل أن ننصر أنفسنا و ندافع عنها على الوجه المطلوب ..
نتوجَّه لمن لا تنام عيناه و نسأله عوناً و نصرة ..
ثم ننصر أنفسنا بما يمليه عليه إيماننا و ما ربَّانا به الدين الحنيف ..
تحياتي و تقديري لـ الجميع ,,,