شدد على أن الإصلاح لا يكون بالإفساد.. والبناء لا يستقيم بالهدم
شدد على أن الإصلاح لا يكون بالإفساد.. والبناء لا يستقيم بالهدم
خطيب المسجد الحرام: على العقلاء قطع الطريق على تجار الفتن
واس- مكة المكرمة: ناشد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ صالح آل طالب، العقلاء أن يقطعوا الطريق على تجار الفتن ولصوص الإثارة، وإن ظهروا بلباس المشفق ومسوح الناصح، وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم:
"كم من فتن لم يتبين خائضها أنها فتنة إلا عند إدبارها وقد ناله منها ما ناله، ولنا في مبادرة العقلاء من الناس أمل، وفي حزم رجال الأمن عند الحاجة ثقة".
وشدد على أن الإصلاح لا يكون بالفساد، والبناء لا يستقيم بالهدم، والرغد لا يأتي بإخلال الأمن، والأهواء والأوهام تملأ الجو بالشحناء، ولو صدقت النيات وأغلقت الأفواه التي تريد الوقيعة والإفك، لتلاشت أنواع من الفرقة لا مسوغ لوجودها.
ونبه فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح آل طالب، على أن الواجب على القادة والعلماء القيام بما يستطيعون لوقف النزيف الهادر من دماء المسلمين وأرواحهم، فهي من أولى مقتضيات الأخوة والموالاة، والتناصر واجب بين المسلمين.
وبيّن أن النزاعات قطعت أوصال المسلمين وجعلت الأمة الواحدة أمماً متنافرة، مضيفاً: "إننا لن نستعيد مكانتنا ونصون رسالتنا إلا إذا صححنا انتماءنا وأصغينا إلى قول الله تعالى: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
وأردف فضيلته يقول: "أيها الناس، لقد حان الوقت لإلقاء السلاح وحقن الدماء والاستجابة لأصول الحقوق التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم بها في حجة الوداع، وأرسى قواعدها بقولة: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. آن الأوان لأن يراجع المعنيون واقعهم وأن يحترموا الأشهر الحرم وأن تغلب المصالح على المفاسد ومكاسب الأمة على مصالح الأفراد، صيانة للنفوس والحقوق وحال العباد والبلاد، والله لا يحب الفساد".
وقال فضيلته: إن "الطوائف تعايشت قروناً في ظل الإسلام يولد أحدهم في بلاد المسلمين على ملته ويموت عليها، لم يجبره أحد أن يغير دينه ومعتقده، فلماذا ثارت هذه النعرات في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا يخدم دهماء الناس وبسطاؤهم تجار الفتن من حيث لا يشعرون؟".
ووجّه فضيلته للمواطنين في المملكة وفي بلاد العرب والمسلمين نداءً قائلاً: "إنه لم يعد من الخافي أن موقدي تلك الفتن هم قوم يؤمنون بعنصرهم أكثر من إيمانهم بالدين، وأن نصرتهم وجهادهم لجنسهم وشعبهم وتاريخهم الذاهب، لا لله ولا لفلسطين، وتاريخهم في السنوات الأخيرة شاهد على مواقفهم المشينة في إيقاد الفتن في بلاد العرب وشق الصفوف، وما أمر العراق عنا ببعيد".
ثم وجّه كلامه للمغرر بهم قائلاً: "يا أيها المغرر بهم إنه ما فتئ الأغراب يحاولون قطع صلتكم بسلف الأمة، وينحوهم من أن يكونوا مصدراً لتلقي الهداية، ليملأوا ذلك الفراغ بما يوغر صدوركم على سلفكم وأهلكم وبلدكم، وبما يشعركم بالغربة في دياركم، وما أنتم بالغرباء، وبما يشعركم بالبعد عن مواطنيكم وما أنتم بالبعيدين، وثمرة ذلك كله تقطف من وراء الحدود وليس لكم من ذلك كله شيء. إن الرائد لا يكذب أهله فكيف يبيعهم ويبيع وطنه ويدمر خيراته وممتلكاته وينشر الفوضى بين أهله وهو الخاسر الأول والأخير؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|