[شذى الريحان]

قصة منقولة

قصة طفلي مع التلفاز



جلست إلى مقعدي أراقب باهتمام أطفال شقيقتي وأعمارهم
بين الست وثلاث سنوات، يحدقون في التلفاز ويتابعون باهتمام ومرح مسلسل
" توم وجيري" فتتعالى ضحكاتهم البريئة عندما يقدم الفأر على وضع
حوض سمك زجاجي صغير في رأس القط ،فتدخل السمكة المسكينة في أذن القط لتخرج من عينيه،ويزداد سرورهم .
ينتهي المسلسل وينطلقون نحو اللعب في غرفة أخرى
. فجأة سمعت صراخ الطفل الصغير وبكاءه، ركضت نحوه مسرعاً ..
يا للهول!!! لقد أقدم شقيقه الأكبر على دسّ " علبة نيدو"
معدنية فارغة في رأس أخيه الصغير، حاولت اخراجها، ولم تجد جهودي ،
بل تسببت في جرح الطفل المسكين، حملت الصغير على كتفي أركض نحو الحداد،
وفي الشارع ،كلما مررت بالمحال التجارية والمارة كانت تنطلق منهم التعليقات والضحكات الساخرة
.وضعت الطفل و"علبة النيدو" بين يدي الحداد راجياً منه المساعدة، انتابته الحيرة والتردد ،
هرع إلى آلة حادة وشرع يقطع العلبة فجرح الصغير ثانية وسال دمه، قذف الحداد بآلته،
وتناول "الصاروخ الكهربائي" الذي يستخدمة لقص الحديد، وبدأ يقص العلبة.
ويزداد صراخ الطفل المسكين وفزعه. أوقف الحداد عملية القص ، وأخرج العلبة من رأس الصغير..


إننا نعيش في عالم سمته التغير والتطور التقني ،
عصر الفضائيات والتلفزة التي دخلت تقريباً بيت كل فرد منا،
وتزداد الصيحات المحذرة من تأثيرات مرعبة للتلفاز على صحة الطفل النفسية والجسدية ونموه.
في عام 2004م صدر تقرير عن منظمة اليونيسيف
يؤكد وجود 105 ملايين طفل في البلدان العربية،
80 مليون منهم دون سن العاشرة، وأنهم يجلسون أمام شاشات التلفاز
أكثر مما يجلسون على مقاعد التعليم! أما اليونسكو فتقول في إحدى تقاريرها:
إن إدخال وسائل إعلام جديدة وبخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية
أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن
.وتشير احصائيات أخرى أن الطفل الذي يشاهد التلفاز 3 ساعات يكون قد شاهد
800 جريمة قتل و100 مشهد عنف وغيرها من المشاهد الاباحية قبل بلوغه سن السادسة عشر!
يشاهد الأطفال التلفاز باستمرار، و أصبح له تأثيراً موازياً لتأثير المدرسة، وربما أقوى من تأثير المدرسة والأسرة معاً. وهذا سلاح ذو حدين فهو يؤثر سلباً وإيجابا على عقول الأطفال وعلى تنشئتهم الأسرية ، مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي وعلى سلوكهم وقيمهم .ومن سلبيات مشاهدة برامج التلفاز على الاطفال:
1- الطفل يكون متلقياً لا مشاركاً .
2- أضرار صحية على جسد الطفل( جهاز الدوران والعينين، دعايات السكاكر
والشوكولاتة وتأثيرها على النظام الغذائي للطفل)
3- تأثير التلفاز على التحصيل الدراسي للطفل
(ضعف الانتباه والتركيز والتكاسل في أداء الفروض المنزلية)
4- دسّ السّم في الدسم:
تزخر أفلام الأطفال بالعديد من المفاهيم والأفكار الغربية المخالفة لعقيدتنا الإسلامية، فهذا مسلسل كرتوني بطله خنزير ،وذاك يمجد الكذب والسرقة وشرب الخمرة والقتل والسحر والشعوذة...الخ .ومدى تأثيرها على سلوك الطفل!
5- اشباع الطفل بالثقافة الغربية:من تقاليد وعادات فاضحة كالعري ،والمأكل والملبس وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، وإقامة الحفلات الصاخبة،والزنا(المتعة البريئة!!!!)
وتقديس المادة والسعي للحصول على المال بأية وسيلة كانت.


وحتى نكون منصفين للتلفاز فإن له آثاراً إيجابة تذكر، ولكن سلبياته قد طغت على إيجابياته، وأصبح أكثر تأثيراً . أيها الأب الكريم ،أيتها الأم الفاضلة،حذاري! اجلس مع طفلك ،كن أول من يفتح لهم شاشة التلفاز وآخر من يغلقها ،ولا يزيد مكوثهم أمام شاشة التلفاز أكثر من ساعتين أو ثلاثة، كن قدوة حسنة لأبنائك بانتقاء البرامج الهادفة والتربوية ، أخبرهم عن قيمنا الإسلامية العظيمة،واغرسها في أنفسهم ،لا تيأس ،و قم بدوام التوجيه والإرشاد.


انا تابعت هذه الحلقة مؤلمة رغم طرافة قصص الاطفال وتقليدهم للرسوم المتحركة