أشكرك أخي مختار الدار من الأعماق على حسن اختيارك لهذا الموضوع المهم في حياتنا الدنيوية إليك هذه القصة وهي بأن لا تستغرب بأن أحد الأبناء يشتري جلوس أبيه معه بـ 100ريال ... لك الحق بأن يأخذك العجب ، ولكن بعدما تقرأ معي هذه السطور قد يتبين لك سبب ذلك . فمن المؤسف حقاً أن بعض الأباء لايعرف أدنى مستوى لمعاني الأبوة سوى تأمين المسكن والمآكل والملبس ، فلا يعرف الجلوس مع أولاده .
لقد أفقد أولاده الكلمة الحانية ، والتوجيه السديد ، والنصيحة المشفقة لا يلتقي بأولاده إلا على وجبات الطعام ، بل قد يتخلف عنها في بعض الأحيان ، والسبب هو أن حضرته يكون مشغولاً في عمله ، أو مع أصدقائه ، أوفي ذهابه وإيابه .
فهو يأتي وهم يذهبون ، ثم هم يأتون وهو يذهب ، ثم يأتي أخر الليل ويجدهم نائمون فأصبحوا كمن فقدوا أبائهم .
ومما يُذكر لي أن أحد الأولاد طلب من أبيه أن يجلس معه فأعتذر بسبب أنه مشغول في تجارته وأنه بجلوسه معه لمدة ساعة يفوّت عليه فرصة زيادة دخله 100ريال .. حينها ذهب الابن وجمع من مصروفه مبلغ 100ريال ، ثم رجع لأبيه وأعطاه المئه ، وقال هذه قيمة الساعة التي تجلس فيها معي .!
فهذا موقف مؤلم ومحزن من مواقف إهمال بعض الآباء لأولاده بعدم جلوسه معهم وتلمس احتياجاتهم ومؤانستهم والخروج معهم في نزهة أو سفرة تروح عنهم بل يتركهم لمن يربيهم من التلفاز ، والشارع ، وصديق السوء .
فإذا وقع الفأس في الرأس ..تذكر إهماله وتقصيره بحق أولاده ، ولو علم الأب المسكين أن أولاده هم أغلى ثروة يحصل عليها في هذه الدنيا وأنهم أمانة في عنقه وأنه راعي ومسئول عنهم وأنه لو مات وهو غاش لهم أن الجنة عليه حرام ، لما ضيع هذه الأمانه العظيمة ، ولما قدم تجارته وأصدقائه على أولاده .
تقبل شكري وتقديري على طرحك الرائع والمهم للغاية في مجتمعنا