[ماجد علي]

الدخن نوع من أنواع الحبوب الكاملة التي قد تساهم في الوقاية من انتشار مرض السكر الذي يعاني منه مجتمعنا. كان يستعمل في الماضي في مناطق عدة من بلادنا كغذاء مساند للقمح والذرة، فنوع يعرف بالمليساء كان يستخدم في منطقة نجد قديماً في إعداد العصيدة ومراصيع المليساء. وفي الحجاز والمنطقة الجنوبية في إعداد الحيسة والعريكة ونوع من الخبز. وكلها اندثرت اليوم تقريباً، وانحسر استخدام الدخن في تغذية الطيور! ومنه انواع مختلفة فهناك 600 نوع منه في العالم أجمع منها الأبيض والرمادي والأصفر والأحمر وحبوبه صغيرة مستديرة قطرها حوالي 20ملم. وقد استخدمه الإنسان كغذاء منذ أكثر من 5500عام، ولايزال يستخدم في أجزاء من أفريقيا خاصة نيجيريا والهند والصين حيث يحضر منه نوع مسطح من الخبز وأنواع العصيدة.
يحتوي الدخن على سعرات حرارية أكثرمن القمح ربما لأنه يحتوي على نسبة أكبر من الدهون (4,2٪ منها 50٪دهون عديدة عدم التشبع). ومحتوى الدخن من البروتين والأحماض الأمينية أقل قليلاً من محتوى القمح منها ولكنه يعتبر مصدراً مهماً لها. وأهم ما يميزه أنه خال من الغلوتين أو الدبقين، وهو الوحيد بين الحبوب الذي يحافظ على قلويته بعد الطبخ، لذلك فهو خيار ممتاز لمن يعانون من حساسية القمح التي قد تكون أحد اسباب مرض السكر 1 الذي يصيب الأطفال كما ذكر الدكتور بسام بن عباس استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك فيصل التخصصي.

والدخن من الحبوب الكاملة التي لم تعبث بها يد الإنسان بالتكرير والمعالجة، لذلك فتناوله يحمي بإذن الله من الإصابة بمرض السكر والسمنة. وللحبوب الكاملة غير المعالجة ومنه الدخن دور في الوقاية من بعض أنواع السرطان التي تصيب الجهاز الهرموني في الجسم وسرطان الثدي. كما أن الدخن غني بالألياف ومضادات الأكسدة التي تذوب في الدهون. وهو جيد للمصابين بأمراض القلب فكوب واحد منه يوفر أكثر من ربع حاجة الجسم اليومية من المغنيزيوم الذي يساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع ويقلل من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية ويقلل من حدة نوبات الربو والصداع النصفي. والدخن غني بحيمين (فيتامين) ب3 أو النياسين فهو يخفض الكوليسترول. واحتواء الدخن على نسبة جيدة من الفسفور يجعله فعالاً في بناء كل خلايا الجسم خاصة خلايا منشأ العظام والشفرة الجينية. وبما أن تمثيل الدهون في الجسم يعتمد على الفسفور فالدخن مهم لأغشية الخلايا وسرعة استجابة الجهاز العصبي فهو مهم لأطفال المدارس والكبار في السن. وكوب واحد منه يوفر حوالي ربع حاجة الجسم من الفسفور.