حال جبل الرحمة قبل يوم عرفة
....
شدوي على غُصنٍ من الإيمانِ
لمّا الحجيجُ شدوا على أغصاني
هذا فـؤادي آنِـسٌ مُستبشِـرٌ
لمّـا يراهُـمْ وُقفـاً بمكـانـي
مُستوحِشٌ في كُلِّ عامي صابِـرٌ
أُحصي الشهورَ دقائقاً وثوانـي
مُستوحِشٌ في كُلِّ عامي ما عدا
وقتَ اللقاءِ الحالُ حـالٌ ثانـي
أشتاقُ والأشواقُ تكوي مهجتي
لوقوفِ هذا الجمعِ في أركانـي
مُترقِبٌ وقـتَ اللقـاءِ وساعـةً
فيها نـزولُ ملائـكِّ الرحمـانِ
أشكو إلى عرفاتِ شوق جوانبي
فتفيضُ دمعـاُ مُلجِمـاُ لبيانـي
وتقولُ يا رمزَ الصُمودِ المُشتكى
للهِ من كمـدي ومـن أحزانـي
دعني أفكرُ في الحجيجِ وموعِدي
أو ليسَ لي يومٌُ مـن الأزمـانِ
أو ليسَ للحجاجِّ عنـدي وقفـةٌ
من ذاقَ نكهتها فلـن ينسانـي
إن كانَ هذا اليومَ يـومٌ واحـدٌ
لكنـه يحـوي عظيـم معانـي
اللهُ يدنـو فيـهِ وهـوَ مُباهيـاً
أهلَ السماءِ بِمنْ على أركانـي
ويجودُ بالرحماتِ يغفرُ ما مضى
ويمِنُّ بالإحسـانِ والرضـوانِ
ذا خيرُ يـومٍ أشرقـتْ أنـوارُهُ
ذا يومُ عيـدِ القلـبِ والأبـدانِ
يومٌ بهِ الرحمـانُ أقسـمْ إنـهُ
بالفضلِ مشهودٌ على الأزمـانِ
يومٌ عظيمٌ يومُ عرفةَ يـا أخـي
نفحاتُـهُ عطـرٌ مـن الإيمـانِ