بسم الله الرحمن الرحيم
صبآحكم / مسآئكم
جمَيل , كـ جمال قلوبكم
ونقيّ , كـ نقاء سرائركم
وطيّب , كـ طيب حضوركم وتواجدكم
لم يكن العيد أحبتي مناسبة للفرح في كل الأحوال ,
فـ هو في بعض الأحيان مصدر ألم / وأنين / وفُقد / وحنين /
كم من الأحبة فقدناهم في هذا العيد – وأعياد أخرى –
بعد أن كانوا يملئون حياتنا فرحا , وجمالا , وسعادة ,
وكم من الطيبين ابتعدوا عنا بعد أن كانوا معنا / وبنا / بل وجزء منّا ,
لأسباب حتمت القطيعة وفرضت علينا هذا البعد
..
وكم من البشر الذين تنكرّوا لنا ,
وصدمونا في أنفسهم , وآلمونا جدا , واختنقنا بـ وجودهم في أجواءنا !
فكان الخلاص منهم عيدا بالنسبة لنا .
وكم من الأحلام الكبيرة - والكبيرة جدا - قتَلت وقٌتلت فـ قتَلت معها الفرحة بالعيد ,
وكم من الظروف التي سرقت من أفواهنا البسمة / ومن قلوبنا السعادة !
وغرست فينا الشعور بـ الوجع / والندم / والألم / واليأس ,
وبالمقابل ,
هناك ما يستحق أن نفرح به فعلا / ونسعد به جدا / ونشعر به حقا
فـ يجعلنا نعيش العيد ببهجته , بمسراته , بروعته ,
يجعلنا نعيش العيد بـ فرحة كبيرة تعادل فرحة الأطفال بـ العيد / وأكثر 
العيد الأجمل أحبتي ,
هو أن ننسى كل الهموم / والأحزان / - ولو لـ فترة مؤقتة -
هو أن نزيح الوجع عمّن نُحب , ونرسم البسمة على وجه كل محزون
[ والأقربون أولى بالمعروف ] 
العيد الأكبر أحبتي ,
هو أن نتسامى , أن نتخلص من الكثير من الضغائن ,
أن نهدي وردة جميلة / بسمة حلوة / اتصالا مفاجئا / لقاءا عابرا /
لكل من غادروا حياتنا , أساءوا لنا , ابتعدوا عنا ,
لنذكّرهم :
بأن الصفاء والنقاء هو الأجمل .. هو الأبقى .. هو الأحلى .. هو الأغلى
وأن الحب والتسامح / والصفح والاعتذار / والسمو - السمو فوق الصغائر -
هي التي تبقى وتدوم ,
كم هو جميل أن نبحث عمن جافانا ,
وكم هو أجمل أن نتلقى اتصالا ممن خاصمنا / ظلمنا
وكم هو أروع وأجمل أن نعتذر حتى لمن أساء إلينا
فالحياة لا تستحق الجفاء ولا تتحمل القطيعة ولا القلوب السوداء ,
ومن هنا ,
أقدم عبارات التهاني البيضاء لـ أصحاب القلوب البيضاء ..
كل عام وأنتم أكثر نقاء / وصفاء / وطِيبة
كل عام والسعادة تعانق قلوبكم
كل عام والبسمة لا تفارق محياكم
كل عام والأحزان لا تعرف لكم طريقا
كل عام والحب يملأ بيوتكم
كل عام وأنتم تنعمون بـ قُرب من تحبون
كل عام ونحن وإياكم نتنفس أمنا وأمان
أخيرا :
كل عام وأنتم إلى المولى سبحانه أقرب
مودتي 
ملحوظة :
مقالة قديمة بـ قلم أ. هشام عبده هاشم + إضافة لـ رفيعة الشان 