[امير القوافي]

[justify]علماء الاجتماع يرون إن القبيلة في أبسط تعاريفها : جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى ، وتتكون من عدة بطون أو فخوذ وعشائر . وغالبًا ما يسكن أفراد القبيلة أرضا محددة معروفة الحدود , أو إقليما مشتركًا يعدونه أرضهم وديرتهم وجدانيا ومعنويا على الأقل في الوقت الحاضر .


أما الفهم الثقافي المعاصر للقبيلة , فيراها كينونة براغماتية , تسعى للتعايش مع مستجدات العصر وتتسق مع الحاضر بكل معطياته , حتى بعد أن تقلص دور القبيلة داخل إطار الدولة التي صارت صاحبة السلطة الفعلية الاعلى , ولهذا نرى أنه قد انتهى الصراع بين الدولة والقبيلة وحُسم لصالح الدولة في كل البلدان ، لكن دور القبيلة لم يتلاشى نهائيا , فقد صار أحد مفردات المجتمع المدني المؤسسي داخل الدولة الحديثة ، ولا ازال لبعض شيوخ القبائل أثر فاعل في تنظيم ديناميكية قبيلته , وانقيادها له ضمن أطر محدودة بحسب قوة شخصيته وحضوره الاجتماعي , وفي مجلس الشيخ ما زلنا نرى شخصية الشيخ وتطلعاته في صناعة القرار ضمن سقف معين , ونرى كذلك في مجلسه صورة مصغرة من البرلمان الحديث في صياغة بعض القرارات .



ولقد ظل نظام القبيلة عادة بعيدا عن أثقال الايدولوجيا والعقائد المادية , وانحصر ضمن هدف توفير أسباب بقاء الأفراد كوجود مادي , وثمة من يتكهن بان القبيلة يمكن أن تكون معدلا للأحزاب السياسية في أي نظام ديمقراطي برلماني كما هو الحال في العراق حاليا , وفي العموم تظل القبيلة في الحياة المعاصر ولسنوات طويلة قادمة أيضا كيانات محملة بالبيولوجية والجينولوجية التي لا يمكن تجاهلها . [/justify]