عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2011, 12:10 AM
الصورة الرمزية عطر الكون
عطر الكون عطر الكون غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي تفسير سورة الطارق

سورة الطارق

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ

صدق الله العظيم

تفسير سورة الطارق – من صفوة التفاسير و ابن كثير



عرض لآيات السورة



وَ السَّمَاءِ وَ الطَّارِقِ (1) وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ و َالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر ٌ(8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لَا نَاصِرٍ (10) وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَ الْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَ أَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)



تفسير بعض الكلمات الصعبة:



الطارق: النجم الذي يظهر بالليل بضياء و يختفي بالنهار

الثاقب: المضيء

دافق: مصبوب بسرعة

الصلب: ظهر الرجل

الترائب: عظام الصدر، مكان وضع القلادة

الرجع: المطر

الصدع: النبات الذي تنشق عنه الأرض

رويدا: قليلا



تفسير بعض الآيات:



(و السماء والطارق) قسم من الله بالسماء و بالكواكب و النجوم النيرة التي تظهر بالليل و تختفي بالنهار – و في اللغة (يطرق) يعني يأتي بالليل، و في الحديث الشريف نهى الرسول صلى الله عليه و سلم أن يطرق الرجل أهله طروقا – أي يأتيهم فجأة في الليل



(و ما أدراك ما الطارق) استفهام الغرض منه التفخيم و التعظيم، و معناه أيضا و ما أدراك يا محمد ما حقيقة هذا النجم



(النجم الثاقب) أي النجم الذي يثقب الليل بضياءه، و قيل الذي يحرق الشياطين، و الأول اصح و الله أعلم



(إن كل نفس لما عليها حافظ) هذا جواب القسم، و المعنى أن كل نفس عليها حافظ من الملائكة، يحفظها و يحرسها



(فلينظر الإنسان مم خلق) تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه و إرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد لأن من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى كما قال تعالى "وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه".



(خلق من ماء دافق) أي من المني المتدفق من الرجل و المرأة فيتكون منه الولد بإذن الله



(يخرج من بين الصلب و الترائب) قيل من بين صلب الرجل و ترائب المرأة



(إنه على رجعه لقادر) أي أن الله قادر على اعادة هذا الانسان و بعثه مرة أخرى بعد موته، لأن الذي بدأ الخلق بقادر على أن يعيده



(يوم تبلى السرائر) أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر و تبدو و يبقى السر علانية، و قيل يوم تمتحن القلوب و يعرف ما بها من العقائد و النيات و يميز بين ما طاب فيها و ما خبث



(فما له من قوة و لا ناصر) و قوله تعالى "فما له" أي الإنسان يوم القيامة "من قوة" أي في نفسه "و لا ناصر" أي من خارج منه أي لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله و لا يستطيع له أحد ذلك.



(و السماء ذات الرجع) قال ابن عباس: الرجع المطر و عنه هو السحاب فيه المطر وعنه "و السماء ذات الرجع" تمطر ثم تمطر ، و لولاه لهلك الناس و هلك الزرع و الماشية



(و الأرض ذات الصدع) أقسم الله بالأرض التي تتصدع و تنشق فيخرج منها النبات و الأشجار



(إنه لقول فصل) أي هذا القرآن قول حق، عدل، فاصل بين الحق و الباطل، قد بلغ الغاية في بيانه و تشريعه و اعجازه



(و ما هو بالهزل) أي ليس فيه من اللهو و الباطل و العبث شيئا



(إنهم يكيدون كيدا) أي يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن، والمقصود هنا هم كفار مكة



(و أكيد كيدا) أي الله يكيد لهم على كيدهم و يمهلهم حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر



(فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) أي أنظرهم و لا تستعجل لهم "أمهلهم رويدا" أي قليلا و سترى ماذا أحل بهم من العذاب و النكال و العقوبة و الهلاك كما قال تعالى "نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
{ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته }~.
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 09-11-2011 الساعة 01:00 AM.