اتقوا الله يا أهل الربا ..
اتقوا الله وراقبوه .. واخشوا يوما ترجعون فيه إلى الله ...
الربا من أكبر الكبائر ..
وقد تأذن الله بالحرب على أهله ...
الربا يا أيها المسلم ... قليل أو كثير ... حرام ... حرام ... حرام ...
كبيرة من الكبائر ... موبقة من الموبقات ... ومن أعظم الجرائم ... وأشد العظائم ...
الربا يهلك الأموال ... ويمحق البركات ... ويجلب الحسرات ... ويورث النكسات ، قال تعالى : " يمحق الله الربا ويربي الصدقات "
الربا دمار للأفراد والشعوب ... وإشعال لفتيل الحروب ... الربا هلاك للأمم والمجتمعات ...بل صغار وذلة للمتعاملين به ...
ولا أدل على ذلك من هذه النكبات التي حطت رحالها بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، من حروب مدمرة ، وفيضانات عارمة ، وكسوف وخسوف ، ورياح عاتية ، وقتل وسرقات ، وجرائم واغتيالات ، ونهب للممتلكات ، كوارث وحوادث ، ليس لها من دون الله كاشفة ، ولا منجي منها إلا بتوبة صادقة ، ورجوع إلى الله الواحد القهار ...
من يأكل الربا يعلنُ الحرب على الله ورسوله ...
فيا تُرى من يحارب الله ورسولَه أتراه ينتصر ؟!!
أتراه يكسب في الباقية ؟!!
قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {279} وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {280} وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281}
وقال- صلى الله عليه وسلّم- : (( درهم ربا يأكلُّه الرجلُ وهو يعلم ؛ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية )) [رواه أحمد و صححه الألباني عن عبد الله بن حنظلة- رضي الله عنه-] ...
وقال عليه الصلاة و السلام : (( الربا ثلاثٌ وسبعون بابا ؛ أيسرُها مثلُ أن ينكحَ الرجلُ أمه )) [صححه الألباني في صحيح الترغيب].
فاتق الله في نفسك إن كنت ممن يساهم في الأسهم الربوية ولا تعرضْ نفسَك وأهلكَ لأكلِ الحرام .
وعن سمرة بن جندب قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أريت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة ، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم ، فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجلَ بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟، فقال: الذي رأيته في النهر: آكل الربا) رواه البخاري
ولذلك أيها المسلمُ لا تجرح دينك بسهم ربا ، وإلا فإنك تعلن الحرب على الله ورسوله ...
تخلصوا من الربا وتوبوا إلى الله ... يا عباد الله ...
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه ...
فالله الله في أكل الحلال . ...
وعليكم بكثرة الاستغفار ... وكثرة الدعاء ... وصدق اللجوء إلى الله ..
عليكم بالتوبة النصوح من جميع المعاصي والذنوب
واعلم أخي أنه من أقوى المهارات النفسيـة التي يمكن أن يمتلكها الإنسان مهارة
إستقبال أي شكل من أشكال المصائب ونوائب الزمن بصدر رحب
ونفس راضيـة .. هذه المهارة من مهارات المسلم المؤمن الذي
أقر لـه الرسول صلى الله عليـه وسلم بذلك
فقال عليـه الصلاة والسلام :
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلـه خيـر وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابتـه سراء شكر فكان خيـراً لـه وإن أصابتـه ضـراء صبـر
فكان خيـراً لـه [ رواه مسلم ]
لـذلك
إذا كان الله الذي خلقني يريد أن أكون هنا فلماذا أحزن ؟!
إذا كان الله الذي خلقني أراد أن تسير حياتي على هذه الوتيـرة فلماذا أحزن ؟!
ليس هذا الأمر فحسب .. أليس تسليماً بقضاء الله وإرادتـه فلماذا أحزن ؟!
وأن كل ألم أو أذى أشعر بـه سيكتب لي خيـراً وثوابـاً وأجـراً فلماذا أحزن ؟!
جاء في الحديث الشريف قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليـه وسلم :
(والذي نفسي بيده إن المؤمن ليبتلى بالبلاء وذلك من كرامتـه على الله تعالى
وإنـه ليبتلى بالبلاء حتى ينال منـه منزلتـه عند الله تعالى لاينالها دون أن يبتلي
بذلك فيبلغـه الله تعالى تلك المنزلـة)
يالقوة المبتلي ليس تسليم فحسب .. بل طلب للأجر الذي يحتفظ بـه الله لـه
ليجزيـه بـه في الدنيـا والآخـرة