عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-11-2011, 05:31 PM
المشتاقه للجنة المشتاقه للجنة غير متواجد حالياً
اليتيمه سابقا
 






المشتاقه للجنة is on a distinguished road
افتراضي اللجوء إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، وعلى آله وصحبه والتابعين

فنواصل تأملاتنا في سورة يوسف، ونقف اليوم

مع يعقوب _ عليه السلام _


وقد أُخبر أن بنيامين احتُجز في مصر وتخلف

أخوه.

لم ييأس من روح الله رغم تتالي المصائب ، بل رجا الله أن يأتيه بهم جميعاً، ثم تولى عن أبنائه
وقد ظن أن أنفسهم قد سولت لهم أمراً ، " وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ".

فماذا كان رد فعل أبنائه ؟ هل انتهوا ؟ هل جاؤوا يعتذرون ؟ هل جاؤوا يقولون :
يا أبانا أخطأنا في حقك، يا أبانا لم نكن نقصد هذا الأمر ؟ بل :
" قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ " (يوسف:85).

كفى كفى، ألا يكفيكم ما هو فيه من حزن وبلاء

وشدة وتضيفون إليه هذا الكلام .

ألم يكن الأولى أن تقولوا : يا أبانا، أبشر إن ابنك قريب سيأتي به الله ؟
ألم يكن الأولى أن تواسوا أباكم بما يذهب عنه الحزن والألم والحالة التي هو فيها ؟
وتقسمون بالله " تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ "،
تتصورون أن قولكم هذا سينسيه يوسف وأنه سيقطع أمله بالله _جل وعلا_، أنتم مخطئون.

أيها الأحبة : المرء إذا أصيب بهَمٍّ أو غم يحتاج إلى من يواسيه ويسليه ويخفف عنه.
بعض الناس _هداهم الله_ يضيفون إلى البلاء بلاء. يأخذون في التعنيف. يكفيه ما هو فيه.
« لا تنهرن غريباً حال غربته »، يعني تكفيه غربته. كذلك إذا ابتلي المرء، وأخذ الناس من حوله
يقنطونه ويزيدون همه، عليه ألا يستجيب لهم، وأن يستعن بالله ويتوكل عليه.

ماذا قال يعقوب _عليه السلام _ لأبنائه ؟
" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ " (يوسف:86).
كأنه يقول لهم : إليكم عني، دعوني، أنتم لا تعيشون مأساتي ولا تعلمون ما أحسّ به من أمل
وتفاؤل وحسن ظن بالله _جل وعلا_. تأملوا هذه المشاهد العجيبة مشهد هذا الأب المحزون المكلوم،
ومع ذلك لا يفرط في التفاؤل، وهؤلاء الذين هم سبب المشكلة، ومع ذلك يقنطونه يزيدونه مشكلة إلى مشكلته.
" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ " فالمسلم يشكو بثه وحزنه إلى الله لا إلى الخلق.

قد يفقد المـرء بين الناس عـزته
إذا شكــــا أمـره أو ســب محنتـه
فكن كليث الشرى مـــا بـاع هيبته
ولا تشـــك إلـى خلـــق فتشـمتــه

شكوى الجريح إلى الغربان والحجاء

فإن كان لابد أن يبث بعض همومه لمن حوله فليبثثها لمن يساعده ويخفف عنه، مع أنه إذا استطاع
ألا يفعل ذلك إلا للواحد الأحد _ جل وعلا _ فليفعل، فهو الذي يسلي المؤمن وهو الذي يرفع البأساء.
" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ "
(النمل:62) بث همومك إلى الله _جل وعلا_، ابتعد عن الناس كما فعل يعقوب، وابكِ بين يدي ربك بكاءً
صادقاً، فستجد عجباً، ستجد فرجاً، ستجد شفاءً من كل علة وبلاء وداء.
صل ركعتين لله _جل وعلا_ واسأله الفرج والتيسير وكشف البلاء، والله _ تعالى _
يقول في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي في فليظن بي ما شاء ".

إذا أرهقتـك همـوم الحيـاة
ومسـَّك منها عظيم الضرر
وذقت الأمرين حتى بكيـت
وضـج فؤادك حتى انفجــر
وسدت بوجهك كل الدروب
وأوشكت تسقط بين الحفر
فيـمم إلـــى الله فــي لهفـة
وبـث الشـكــــاة لرب البشر

اللهم اجعلنا ممن يلجئون ظهورهم إليك،

ويفوضون أمورهم إليك، فإنه لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك،

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
منقول
من منتدي داعيات الغد الاسلاميه

التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقه للجنة ; 19-11-2011 الساعة 05:42 PM.