[ابن روزه]

حياك الله أبو عبدالعزيز وبطلتك البهيه

والحقيقة انك اتيت على الجرح فما خطته يمناك ينبطبق على اغلبنا و السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل الظروف الإقتصادية هي سبب التباعد بين الاخوان والاصحاب أم أن هناك أسباباً أخرى؟ وانا من وجهة نظري ان السبب أن كل شخص يعتبر نفسه مستقل وليس في حاجة إلى الآخر. وهذا جعل الناس يعتقدون أنّهم لن يحتاجوا إلى جيرانهم و اخوانهم و اصحابهم، وبالتالي هم ليسوا في حاجة إلى معرفتهم ومد جسور التواصل معهم. والخطير في الأمر أن خلل العلاقة توسع وانعكس على أفراد الأسرة نفسها فأنقطعت أواصر القربى وتعثرت خطوط التفاهم ما بين أفراد الأسرة الواحدة، وانعدام لغة التواصل حتى بين من يرتبطون في ما بينهم بالدم والنسب وقد تمر الشهور بل السنين والأخ لايعلم عنه أخيه وابن العم لايدري ماهوا حال ابن عمة ولو مر الأخ بأخيه تلاحظ عدم سؤاله عن أحواله وهناك من يقطع أخوانه وأبناء عمومته لأتفه الا سباب .فإذا كان هذا بين أهل المنزل الواحد فما بالنا بالعلاقة مع الاخرين وللأسف كل هذا يأتي على عكس ما أمر به الدين الحنيف الذي أوصى بتوطيد الروابط الأخوية وحذر من الوقوع في مغبة قطيعة الأرحام وان دل إنما يدل على ضعف الوازع الديني وكثرة المال وإن كل انسان يظن ان المال يغنية عن اقرب الناس اليه وهذا واقع جدا في مجتمعنا الحاضر وللاسف لو ان كل شخص بدا بنفسه واراد الاصلاح لتقاربت وجهات النظر وتحقق الاصلاحوالحل يكمن في وقفة مع النفس، فعلى كل إنسان أن يقف مع نفسه ويحاسبها ويختار ما أن يحيا حياة بشر ويتفاعل مع الآخرين أو يختار حياة الآلات من دون مشاعر".