((رد لمن لم يرغب المشاركة في الأجر وأعترض عن العمل الخيري))
الحمدلله الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم خير كتبه ، الحمدلله الذي أكرمنا وجعلنا من أمته ، الحمدلله الذي أعطانا عقولاً لنفقه بها ولنتدبّر بها ولنستخدمها في طاعة الله جل في علاه ، الحمدلله الذي أكرمنا بخير دين وبخير ملّة وبخير نبيّ صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت" .
وإليكم هذه الأية . إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (ق :17-18)
في هذه الأية تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات ، ولا تغفل عنه في حال من الأحوال ، حتى فيما يصدر عنه من أقوال ، وما يخرج من فمه من كلمات ، كل قول محسوب له أو عليه ، وكل كلمة مرصودة في سجل أعماله . يسجله الملكان في الدنيا ويوم القيامة ينكشف الحساب ويكون الجزاء .
أرجو أن نكون جميعاً مخلصين النية لله عز وجل في كل مانكتب وأن نتوخى الحذر وأن نتقي الله عز وجل في كل حرف نقوم بكتابته ، وتذكروا أن هناك من يقوم بتسجيل كل كلمة وحرف نقوم بكتابته في هذا المنتدى والمجلس وأننا سوف نحاسب على كل كلمة قمنا بكتابتها وكل عمل خيري قمنا ضده ونحرض على عدم عمله نرتجي من ورائها خداع مسلم أو التغرير به أو اضحاكه وأن الله عز وجل سوف يكافئنا على كل كلمة كتبت لوجهه الكريم .
ولو التزمنا في حياتنا اليومية وفي كتاباتنا داخل هذا المجلس لكان خالياً من النشاز والتجاوزات والفساد والخلل ولا أدري كيف لا يخشى المتخاذل والكاذب ووووو من قول : حسبنا الله ونعم الوكيل ؟ أسأل الله الهداية والصلاح ، أيضاَ ماذا نفعل ونحن نرى كثيراً وكثيراً من الأعضاء يتعامل مع لوحة المفاتيح الخاصة بجهاز الحاسب الآلي بعصبية شديدة وانفعال وغضب من أي موضوع هادف أو يشدنا لعمل الخير . أقول لكم نعم وألف نعم للأخلاق الفاضلة ولا وألف لا لسوء الخلق والطعن والهمز واللمز وأذكّركم بهذه القصة :
قال رجلٌ جاهل لطالب علم (انتبهوا طالب علم وليس عالم) وقد أختلف معه في مسألة (ما) قال له (ياحقير) ، لو قيلت لأحدنا لأقام الدنيا وأقعدها فقال طالب العلم للجاهل : رميتني بكلمة من أربعة أحرف . الحاء : فأقول لك : حباك الله بمنّه بعلم ينفعك في الدنيا والآخرة . القاف : قرّبك الله منه وأعلى منزلتك . الياء : يمّنَ الله كتابك ويسّر حسابك . الراء : رفع الله درجتك في أعلى عليين . فهل نكون مثله مع من خالفنا في الرأيّ سؤال بسيط فلنجب أنفسنا عليه ؟؟
أيضاً (لقمان كان عبداً حبشياًَ قال له مولاه : إذبح لنا هذة الشاة فذبحها وقال له : أخرج أطيب مضغتين فيها ، فأخرج لقمان لسانها وقلبها .. ثم مكث ما شاء الله ثم قال له يوماً : اذبح لنا هذه الشاة فذبحها ، وقال له مولاه : أخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب مرة أخرى .. قال له مولاه : أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجت القلب واللسان ، ثم أمرتك بإخراج أخبث مافي الشاة فأخرجت القلب واللسان .. كيف ذلك فأجابه لقمان : "انه ليس أطيب منهما إذا طابا ، وليس أخبث منهما إذا خبثا" .
أقول صراحة لكم فلقد لاحظتُ ولاحظ جميع من يشاهد هذا المجلس أن الكثير أصبح يتهرّب من مواضيعي حتى أصبحت الغيرة على منع وضد القيام بالعمل الخيري ، ولكن أقول لكم سوف تشاهدون بأعينكم وتسمعون قريباً ما يثلج صدوركم .
وفي الختام أقول علينا أن نتعلم بأن (الأدب والأخلاق ثوب الروح فكيف يستطيع الإنسان أن يتخلى عن أناقته وجمال مظهره وشكله ، واللسان هو ترجمان القلب مرتبطة باستقامة اللسان .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه .
شاكر ومقدر مروركم العطر