طرح جميل ورائع من شخصية مبدعة بارعة
فلا تبخل علينا بمواضيعك الهادفة
وما يجي منك إلا كل أمر زين
خروج قليلا عن الموضوع :
اسمحلي بطرح هذه القصة :
من كتاب “أفكار صغيرة لحياة كبيرة “
قرر أحد الثعابين يوماً أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم
فذهب إلى رجل حكيم يستفتيه فيما يفعل
فقال له الرجل الحكيم : إنتحي من الأرض مكانا معزولاً
واكتفي من الطعام باليسير ..
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قض مضجعة أن بعض الصبية
كانو ا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه
فذهب إلى الحكيم يشكو إليه حاله ، فقال له الحكيم :
انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء
الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية ..
و عاش بعدها مستريحاً .
كثير من الناس يغرنهم الحلم
ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه
وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم
أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا منضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..
وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء
أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطاء فينا مرة أو أكثر
وقد نتغاضى عن الإساءة فترة
لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ..
فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين .
في أدب العرب : أن من أمن العقوبة أساء الأدب .
يقول الشافعي رحمه الله
العيبُ فينا
نعيـبُ زماننا والعيبُ فينا
وما لزمانـنا عَيـبٌ سِوانـَــا
ونهجو ذا الزمانِ بغيرِ ذنبٍ
ولو نطـَقَ الزمَان لهَجَانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضا ًعيانا
ابنك المحب
عبدالله العدواني