رد: هدية من المدرب المحترف الى هذا المنتدى دورة : فن التعامل مع المرؤوسين
---------------------( الجلسة التدريبية الثالثة ) -------------------------
هذه الجلسة عبارة عن : ورقة عمل
والمطلوب منك أخي المتدرب أن تقراها جيدا وبتمعن ، ثم في تضع هذه الورقة نصب عينيك أثناء الجلسة القادمة
منهجك الإداري ( هل حان الوقت لتغييره ؟ ) د.موسى الكردي (معهد الادارة)
يواجه المدراء والقادة في منظمات القرن الحادي والعشرين كثير من المواقف التي تستدعي اتخاذ إجراء مناسب لمواجهتها .مهما تكن أهمية هذه المواقف الإداريه ومهما تكن مدى وضوحها إلا أنها تشكل تهديداً حقيقياً للمدير أو للقائد ولصورته أمام نفسه وأمام الآخرين من هذا المنطلق يعمد القادة والمدراء عند مواجهة أي مشكله أو فرصة سواء أكانت تتعلق بانخفاض معدل الإنتاجية أو تأخر الموظفين عن بداية لدوام الرسمي أو انخفاض الروح المعنوية أو اللامبالاة والكسل أو الشللية أو عدم مراعاة المستفيدين أو اختلال الصوره الذهنيه للمنظمة أو عدم القدره على تحقيق الميزة التنافسية أو غيرها من المواقف الكثيرة المختلفة ، إلى الاعتماد على مجموعة من المبادئ أو الإرشادات لاستخدامها في هذه الحالات حيث يعتمد اختيار هذه المبادئ واستخدامها على أمرين أثنين وهما القدره على القراءة المتأنية والمتعمقة للموقف الإداري والإطار الذي يتم استخدامه للتعامل مع هذه المواقف من جهة والمنهج الإداري أو ما يسمى بخارطة العقل والتي بدورها تؤثر بصوره كبيرة على القدره على دراسة الموقف واختيار ما يناسبه من مبادئ .
ولو استعرضنا الإرث الإداري في هذا المجال لوجدنا أن قدامى المصريين والصينيين والإغريق والرومان وصولاً إلى بداية القرن العشرين قد استخدموا مجموعة من المبادئ الإدارية التي تتماشى مع طبيعة احتياجاتهم ومكنتهم من النجاح في المواقف الإدارية المختلفة ، فلقد استخدموا لسلطة والمسئولية والمركزية والرقابة والإدارة بالاستثناء والتفويض والتسلسل الإداري والتمكين وعمومية الإدارة لتعامل مع المشاكل التي يواجهونها ،فعندما واجه المصريون القدامى عدم التزام العاملين بالمعايير التي وضعت لهم من قبل قاداتهم لبناء الأهرامات ،عمد هؤلاء المدراء إلى استخدام مبادئ السلطة وإلزام العاملين بوجهة نظر القيادة وكذلك الأمر بالنسبة للصينيين والإغريق والرومان فلقد استخدموا مبادئ مشابهة لإلزام العاملين بالقيام بأعمالهم ،
إلا أنهُ وفي بداية القرن العشرين ، عمد المدراء إلى استنباط مبادئ إدارية تتماشى مع طبيعة الموقف ، فلقد أستخدم رواد الإدارة العلمية في أوربا وأمريكا تقسيم العمل والتخصيص به ووحدة الأمر والتوجيه وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة على سبيل المثال لا الحصر ، أما في بدايات القرن الحادي والعشرين فإن المدراء يميلون إلى موجهة مشكلة محاسبة وكذلك فهم يميلون بصورة كبيرة إلى استخدام مبدأ التحفيز والتشجيع والتأثير وذلك لتحقيق مستويات عالية من الأداء .
الآن والحال هذه فإننا نجد المدير العربي يستخدم مزيجاً من هذه المعايير عند مواجهة أي مشكلة تتعلق بعمله ، فنراه في بعض الأحيان يستخدم السلطة وقد يفرط في استخدامها ، ونراه في أحيان أخرى يستخدم المسئولية ، أو الرقابة اللصيقة أو المركزية ، أو الهرمية أو التفويض ، أو التحفيز أو غيرها من المبادئ الإدارية ، فنراه يستخدم هذه المبادئ جميعها من تلك التي عفا عليها الزمان إلى تلك التي تتصف بالحداثة أو حتى ما بعد الحداثة ، ولنفهم هذه الحالة لا بد من طرح السؤال التالي :
ما الذي يريده المدير العربي من وراء استخدام هذه المبادئ ؟
ولتوضيح هذا السؤال لا بد من طرح الأسئلة الفرعية الآتيه للتعرف على المنهج الإداري المناسب :
1- هل يتم التعامل مع الموقف الإدارية المختلفة من خلال محاولة القضاء على الموقف السلبي وحماية الذات من أي تبعات تترتب على عدم اتخاذ الإجراء المناسب .
2- هل يتم التعامل مع المواقف الإدارية المختلفة من خلال التعلم من والمواقف والتعايش معه ؟
3- هل يتم التعامل مع المواقف الإدارية المختلفة من خلال التكامل مع المواقف المختلفة واعتبار الذات جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل والذي يؤدي إلى الاستثمار بصور كبيرة في هذا الواقع بجميع صورة ؟
وللتوضيح فإنني أضرب المثل التالي لو واجه المدير تقلبات في مستويات أداء المرؤوسين وسلوكياتهم وحضورهم وانصراهم فما هي الغاية التي ينشدها المدير عند استخدام أي مبدأ من المبادئ المذكورة سابقاً سواءً استخدم السلطة أو المسئولية أو التمكين ، أو الدافعية أو غيرها من المبادئ فهل سيكون الهدف القضاء على قلة الإنتاجية أو القضاء على عدم احترام الوقت أم أنه سيستخدم هذه المبادئ من أجل حماية الذات فقط .إذا كان الامر كذلك فهو يستخدم المنهج الغربي قي الإدارة ، أما إن كان الهدف التعلم من الموقف والتعرف على الأسباب والمسببات ومحاولة التعايش مع هذا الموقف أطول فترة ممكنة فهو يستخدم المنهج الياباني في الإدارة ، أما إن كان يعتبر نفسه جزءاً من الموقف لا انفصال بينه وبين ما يدور في المنظمة من نجاح أو فشل والنظر أو لا إلى ذاته لتعليل أو لمحاولة حل المشاكل الإدارية المختلفة والاستثمارية المعرفي والفني والتقني بأقصى طاقته فإنه والحال هذه ستخدم المنهج القرآني وكما قال سليمان عليه والسلام عندما تغيب الهدهد عن مجلسة ( مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) النمل أية 20 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|