عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2011, 08:05 PM   #3
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: لا تفشي سرك لأحد فتصبح نادما !

إفشاء السر في الشريعة الإسلامية
الدكتور : محمد سليمان الأشقر
خبير بالموسوعة الفقهية ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

مع بعض الزيادات ...

السر واحد الأسرار ، وهو ما يكتم ، والسريرة مثله ، قال الله تعالى : ( يوم تبلى السرائر ) "الطارق/9" أي يوم القيامة تختبر الأسرار وتعرف ، وهي ما يسر في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها فيعرف الحسن منها من القبيح .
وتقول : أسررت إلى فلان إسرارا وساررته سرارا ، إذا أعلمته بسرك ، واسرار الكف الخطوط بباطنها .
وفي قوله تعالى : ( يعلم السر وأخفى) " سورة طه / 7" السر ما حدث به الإنسان غيره وأسره إليه ، والأخفى من السر ما حدث به المرء نفسه وأخطره بباله من غير أن يخبر به أحدا . وهذا من السر أيضا ، إلا أنه أشد الأسرار خفاء .
وإفشاء السر نشره وإظهاره ، نقيض الحفظ والكتمان ،وكل شيء انتشر فقد فشا ، ومنه فشوا الحبر في الورق الرقيق ، وفشت الأنعام ترعى : انتشرت ، ولذا تسمى السائمة الفاشية .

[[4869] حدثنا أحمد بن صالح قال قرأت على عبد الله بن نافع قال أخبرني بن أبي ذئب عن بن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس سفك دم حرام أو فرج حرام أو اقتطاع مال بغير حق

( سنن أبي داود 4/268 )]
ـــــــــــــــــــــــــــ

[[1437] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مروان بن معاوية عن عمر بن حمزة العمري حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها

( صحيح مسلم 2/1060)]
ـــــــــــــــــــــــــــ
[5128] حدثنا بن المثنى ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن

( سنن أبي داود 4/333 )]
ـــــــــــــــــــــــــــ
السر نوعان:

الأسرار على ضربين: أحدهما: ما يبوح به إنسان لآخر من حديث يُستكتم، وذلك إما تصريحًا كأن يقول له: اكتم ما أقول لك، وإما حالاً كأن يتحرى القائل حال انفراده بمن يتحدث معه، أو يخفي حديثه عن بقية مجالسيهِ. في هذا قيل: إذا حدثك إنسان بحديث فهو أمانة.

أما الضرب الثاني من الأسرار فهو أن يكون حديثَ نفسٍ بما يستحي الإنسان من إشاعته، أو أمرًا ما يريد فعله.

والكتمان في النوعيين محمود؛ فهو في الأول نوعٌ من الوفاء، وفي الثاني نوعٌ من الحزم والاحتياط والستر

صور من الكتمان والإفشاء
في الكتاب والسنة وآثار الصالحين :
جاء في سورة التحريم : ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) والمتظاهرتان عليه في الآية هما أما المؤمنين عائشة وحفصة أسر إلى إحداهما أنه حرم على نفسه العسل ، وقيل : إنه حرم على نفسه جاريته مارية ، فأفشت سره إلى الأخرى . فأنزل الله تعالى الآيتين ، وجعل إفشاءهما لسر رسوله جرما ينبغي المسارعة إلى التوبة منه . وهكذا أدبهما الله تعالى بهذا الأدب الجم فأحسن تأديبهما.
عن عبد الله بن عمر "إن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة (أي مات زوجها ) قال عمر : فأتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة . فقال : سأنظر في أمري فلبثت ليالي ، ثم لقيني ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق . فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا . وكنت أوجد عليه مني على عثمان . فلبثت ليالي ، ثم خطبها رسول الله r فأنكحتها إياه . فلقيني أبو بكر ، فقال : لعلك وجدت على حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟ قال عمر : قلت نعم . قال أبو بكر : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت على إلا أني كنت علمت أن رسول الله r قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله r ، ولو تركها قبلتها " .
وفي رواية أحمد : وكان سرا فكرهت أن أفشي السر .
قال ابن حجر : يستفاد منه عذر أبي بكر في كونه لم يقل كما قال عثمان : قد بدا لي أن لا أتزوج .
كان الخليفة الفاروق يختص المتميزين من الصحابة بالعلم والإيمان والرأي فيختارهم ليكونوا أهل شوراه ، وأدخل فيهم عبد الله بن عباس ، على صغر سنه ، فجعله من المقربين إليه . فقال له أبوه العباس "إني أرى هذا الرجل قد اختصك بمجلسه ، فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، ولا يجرين عليك كذبا " فقال رجل للشعبي : كل واحدة منهن خير من ألف فقال : بل كل واحدة منهم خير من عشرة آلاف .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه " أسر إلى النبي r سرا فما أخبرت به أحدا بعده ، ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به " رواه البخاري وأم سليم هي أم أنس . وفي رواية أنها سألت أنسا عن حاجة النبي r التي أرسل أنسا فيها فقال : إنها سر ، فقالت له : لا تخبر بسر رسول الله أحدا . وفي رواية أن أنسا قال لثابت البناني " والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت " .

تحميل الأسرار :
الأولى بالعاقل أن يكون سره وعلانيته سواء . فلا يفعل في غيبته عن الناس ما يسوؤه أن يطلع عليه الناس ، لأنه وإن غاب عنهم فإن الله عليه شهيد ، ولا يضمر في قلبه لأحد من المسلمين ضغينة تحمله على أن يسيء القول ، وأن يعلم أن سره ما دام بين حنايا صدره فهو أمير نفسه ، فإن اطلع غيره على سره خرج الخيار من يده وأصبح الخيار لغيره .
وإن لم يكن له بد من أن يحمل أحدا سره ، فلا يبثه إلى كل أحد ، فإنه كما قيل "لسان العاقل في قلبه ، وقلب الأحمق في فمه " .
فيختار من يحمله سره اختيارا ، بأن يكون عاقلا ثقة أمينا . وليكن شخصا واحدا إن أمكن لا أكثر ، فإن انتشر السر عرف أن الذي نشره هو صاحبه هذا بعينه . فإن كانوا أكثر ضاع سره ،

بين حفظ السر وبين ستر العورة :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء " اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا " وعنه أنه قال " من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة " رواه الشيخان . وقال للمنافقين " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه : : لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " .
والعورة ما يستقبح ظهوره للناس ، حسيا كان كالعورة المغلظة والتشوهات الخلقية، أو معنويا كسيء الأفعال والأقوال والأخلاق . ثم إن كانوا يجهلونه منك فهو سر وعورة . وإن كانوا يعلمونه فهو عورة وليس بسر . وقد لا يكون السر عورة وإن كان صاحبه يكره إظهاره كصدقة السر وصلاة السر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس