
10-12-2011, 07:40 PM
|
|
جيش العيون القداحة
جيش العيون القداحة
لدي صديق ممتع _ليس لذكائه أوسعة اطلاعه _بل لأنه مثال للجاهل المتحذلق والغبي المتذاكي
.وقد اطلقت عليه لقب أنيس الجليس بسبب مهاراته في اضفاء جو من البهجة على كل مجلس
يحضره.أما السبب الثاني _لاحتفاظي بصداقته _فهو انه يفاجئني بين الحين والآخر بطرح
أسئلة غير معقولة أومتوقعة ..فذات يوم سألني مثلا:هل تصدق بتأثير العين ؟فقلت :العين
حق والرسول قال :كلكم عائن إلامن شاء الله ..ويبدوانه أراد استدراجي لهذه النتيجة لأنه
بنى عليها فكرة مسبقة حيث استطرد قائلا :ما دام الأمر كذلك لماذا لاتنشىء جيوشنا العربية
كتائب خاصة بأصحاب العيون القداحة .على حد قوله لهزيمة جيوش الأعداء ..فلو انشأوا
كتائب كهذه لأمكننا إسقاط الطائرات بنظرة ؛وتدمير الدبابات بلمحة وإيقاف الصواريخ بمجرد
الحملقة :فيها ضحكت حينها ولم أعرف كيف أجيبه ؛ولكنني اليوم تذكرت اقتراحه العجيب
أن قرأت شيئآ مشابها في صحيفة صربية تدعى جلاسيافنوستي ..فقد ادعت الصحيفة أن
الجيش الصربي يملك فرقة خاصة من السحرة والمشعوذين وأصحاب العيون القداحة .
وقالت ان الفضل في نجاة الجيش من هجمات حلف الأطلسي _أيام الحرب مع البوسنة
_يعود إلى المواهب الخارقة التي يتمتع بها أصحاب هذه الفرقة .فقد استطاعوا بمجرد
الحملقة وتركيز البصر إسقاط أكثر من 40 طائرة وتدمير 60 مدرعة كما يعود إليها
الفضل في انحراف صواريخ الأطلسي عن أهدافها الرئيسية وبالتالي سلامة المنشآت
العسكرية ..وادعت جلاسيافنوستي أن هذه الفرقة >الملقبة بالمجموعة 69 <ماتزال
تعمل سرا ولايعترف الجيش الصربي بوجودها علنا:هذا الادعاء الغريب _وغيرالصحيح
كما أتوقع يثبت أن تأثير العين يتجاوزالثقافة العربية والا سلامية الى معظم الثقافات العالمية
..فاقتراح إنشاء جيوش إسلامية من أصحاب العيون الحسادة يوازي في مستواه _وعقلانيته
_الادعاء بأن الفاتيكان شكل فرقة من الجان لمحاربة المسلمين في كل مكان ..ففي ديسمبر
الماضي قالت صحيفة ويكلي نيوز >وهي من الصحف الصفراء بالمناسبة <أن الفاتيكان
أنشأفرقة متخصصة من أصحاب المواهب الخارقة والعيون الحارقة لنصرة المسيحيين
في المناطق الإسلامية المضطربة ..وقبل فترة بسيطة سوف لن تستخدم الطائرات لحيث
سوف يستخدموالرجل الذي حدق بالمعزة استعرضت فيه مشروع >جيداي< نظمه الجيش
الأمريكي لاختبار قوة الحملقة وتأثيرالعين لدى بعض جنوده الموهوبين >وتمت الاستعانة
بالماعز كونهاالأكثر رقة وتأثرا بنظرات الآخرين ..وغني عن القول إن الاعتقادبقدرة العين
على الإساءة والتدمير قديمة قدم التاريخ نفسه ؛وليس أدل على هذه الحقيقة من قول يعقوب
لبنيه >يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوامن أبواب متفرقة <كما كان تأثير العين معروفا
للعرب قبل ظهور الاسلام حيث كانوا يستأجرون أشخاصا عرفوا بهذه الموهبة >قال عنهم
الكلبي <:وكان الرجل منهم لايأكل شيئآيومين أوثلاثة ثم يرفع جانب الخباء فتمر به
الإبل أوالغنم ؛فيقول :لم أرإبلاولاغنمآ أحسن من هذه فما تذهب قليلآحتى تسقط هالكة:
أما القرطبي فيقول في تفسيره المشهور إن كفار قريش حاولواأن يصيبوا النبي بالعين
فنظر إليه بعض الحساد وقالوا :مارأينا مثله ولامثل حجته فنزل قوله تعالى >وإن يكاد
الذين كفرواليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر<وكل هذا يثبت أن محاولة الدمج بين
الاستراتيجيات العسكرية وقضايا ما وراء الطبيعة فكرة قديمة ولاتنحصر في ثقافة معينة
وبالتالي لايمكنني التقليل من اقتراح أنيس الجليس أعلاه غير أن ما يشغل بالي هو:
هل يمكن لعيون العالم مجتمعة أن تقينا مستقبلامن صواريخ إيران أوإسرائيل النووية
أترك الإجابة لكم >>>>>>>>>>>>>>تحيات خاتم الجابري
|