عليه والدته آمالها ، وبذلت في سبيل إسعاده جهدها
ومالها ، يدخل إلى قسم الإسعاف ،
محترق الوجه ، مسلوخ الجلد ،
يبدو من حالته أنها بسبب انصباب زيت مغلي على وجهه ، في منظر
تعجز الأقلام عن وصفه .
أكملت إجراءاتي .. وعند خروجي من باب الإسعاف
إذا برجل يسوقه عدد من
الأشخاص على كرسي متحرك ، قد غطى الدم وجهه وثيابه ،
وهو خافض رأسه عاض على لسانه .
مواقف كثيرة .. يعتصر لها القلب ، وتدمع لها العين ، لا تملك وأنت
تشاهدها إلا أن تحمد الله على نعمة العافية ، وترفع أكف
الضراعة إلى الله أن يديم عليك نعمه ، ويسبغ
عليك ثوب عافيته ، وأن يعافي من ابتلاه من المسلمين .
عند إجراء مقارنة متأنية ، بين ما ارتكبته من آثام خلال
الأسبوع الماضي ، وبين نعم الله تعالى عليك في نفس
الأسبوع ، تدرك حقاً أن الله (حليم) ، وأن ما أولاك
من نعمه محض إفضال منه لأنه (الكريم) .
إذا أحاطت بك الهموم والغموم ، وتكدرت حياتك
بضائقة مالية ، أو أغرقتك الديون ، أو فصلت
من عملك ، أو مات قريب لك ، أو فقدت أعز
أصدقائك ، أو خسرت جميع أموالك في معاملة
مالية واحدة ، أو فشلت في تحقيق أهم هدف
في حياتك ، تذكر دائماً أنك أسعد إنسان بتتابع
النعم عليك ، فأنت تبصر
، وتسمع ، وتتنفس ، وتتكلم ، وتمشي ، وما أصابك لا يساوي
شيئاً مقابل نعمة واحدة من هذه النعم ، قارن خسارتك
المالية بفقدان البصر مثلاً ، تجد أنك في نعيم لا يوصف .
وقديماً قالوا : إذا أصابك الغم لأن حذاءك قد انقطع ، فتذكر
أن هناك من قطعت قدماه .
اقتطع لحظات من عمرك في زيارة دورية
لقسم الإسعاف ، وانتظر النتيجة