عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-12-2011, 02:50 PM
الصورة الرمزية محمد الساهر
محمد الساهر محمد الساهر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 






محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي خطبة عن البر لمن أراد أن يلقي خطبة يوم الجمعه

خطبة للعلامة السعدي في الحث على الصبر
الخطبة الأولى

الحمد لله الذي وعد الصابرين أجرهم بغير حساب ،وجعل لهم العواقب الجميلة في هذه الدنيا ويوم المآب ،وأشهد أن لاإله إلا الله،وحده لا شريك له الرحيم التواب ، الكريم الودود الوهاب ، وأشهد أنمحمدًا عبده ورسوله ، الذي أنزل عليه الحكمة وفصل الخطاب ، اللهم صلّ على محمد وآلهوأصحابه صفوة الصفوة ولبّ اللباب وسلّم تسليمًا . أما بعد :

فيا أيها الناس، اتالصبر، اعلموا أن الصبر من الإيمان، بمنزلة الرأس من الجسد ، فمن لاصبر له فليس له يقين ولا إيمان؛ وقد أمر الله بالاستعانة بالصبر والصلاة على جميعالأمور ، وأخبر أن الصابرين لهم الدرجات العالية والخير والأجور،
فقال مخبراً عن دارأهل القرار: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)

فإن سألتم عن حقيقة الصبر ، فإنه حبس النفس وإلزامها ما يشق عليها ابتغاء وجه الله، وتمرينها على الطاعة وترك المحارم ، وعلى الأقدار المؤلمة رضى بقدر الله .
فمَن عرف ما في طاعة الله من الشقاء لنيل السعادة هان عليه الصبروالمداومة عليه. وما في معصية الله من الضرر والشقاء ، سهل عليه إرغام النفس والإقلاع عنها .
ومَن علم أن الله عزيز حكيم ، وأن المصائب بتقدير الرؤوفالرحيم، أذعن للرضا ورضي الله عنه وهدى الله قلبه للإيمان والتسليم .
فيا من انتابته الأمراض وتنوعت عليه الأوصاب ، أذكر ما جرى على أيوب كيف أثنى الله عليه بالصبر وحصول الزلفى حيث قال ) ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُإِنَّهُ أَوَّابٌ ) (44 (و يا مَن فَقَد سمعه أو أَخَذ الله عينيه : أماعلمت أن الله لا يرضى بعوض سوى الجنة لمن صبر حين يأخذ حبيبتيه ؟
ويا منفجع بأحبته وقرة عينه وأولاده وأخدانه ، أما علمت أن مَن حمد واسترجع بَنَى الله له بيت الحمد في دار كرامته ، وكان زيادة في إيمانه وثقلًا في ميزانه ،وأن مَن مات له ثلاثة من الولد أو اثنان أو واحد فصبر واحتسب كان حجابًا له من النار ورفعة له فيدار القرار ؟

أما سمعتَ أن من صبر على الفقر والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفسوالثمرات، فإنّ له البشارة بالهداية والرحمة من ربه والثناء والصلوات ؟
ويا مَن أصيب بآلام أو جروح أو أمراض تعتري بدنه وتغشاه،أما سمعت قوله-صلى الله عليه وسلم- ( لا يصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ ولا أذىً حتى الشوكة يشاكّها إلا كفّر الله بها من خطاياه عجبًا لأمرالمؤمن إن أمره كله خير :إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له ،وإن أصابته ضرّاء صبَرَفكان خيرًا له ؛ وليس ذلك إلا للمؤمن ) رواه مسلم في صحيحه.(
فعليكم بالصبر على ما أصابكم والاحتساب ، فإن ذلك يخفف المصيبة ويجزل لكم عند ربكمالثواب؛ ألا وإن الجزع يزيد في المصيبة ويحبط الأجر ويوجب العقاب؛ فيا سعادة مَن رضيبالله ربًا ، فتمشى مع أقداره ،بطمأنينة قلب وسكون ، وعلم أن الله أرحم به من والديه فلجأ إليه وأنزل به جميع الحوائج والشؤون .. قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وإتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أقولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي