جـزاكـ ِالله خـيـر وبـاركـ فـيـكـِ
أرجـو الإطـلاع حـفـظـكـِ الله
سُـئـل الـشـيـخ عـبـدالـرحـمـن الـسـحـيـم عـن هـذا الـمـوضـوع ومـا شـابـهـه فـأجـاب
7
7
7
7
7
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال :
أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدّعَاءَ . رواه مسلم .
إلاّ أنه لا يصحّ أن يُتلى القرآن في السجود . ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :
قال رَسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم :
أَلاَ وَإِنّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعا أَوْ سَاجِدا ، وأمّا الرّكُوعُ فَعَظّمُوا فِيهِ الرّبّ عَزّ وَجَلّ ، وأمّا السّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدّعَاءِ ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ
رواه مسلم .
فلا يصح أن يُقال في السجود :
( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري )
لأنها حِكاية قول ، وإنما يُقال : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري .
ولا أن يُقال : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون )
لأنها حِكاية قول ، فلا يقول : وقُـل .
ولا أن يقول المريض : ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )
وإنما يَقول : إني مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين .
ولا يصح قول : ( إذا تريد الله يلهمك الصبر قل وأنت ساجد )
( ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين )
لأنه لا يُشْرَع سؤال الله الصبر ، وإنما يُشْرَع سؤال الله العافية
لقوله عليه الصلاة والسلام : لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا . رواه البخاري ومسلم .
وأما ما جاء في قوله تعالى :
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا)
فهو عند لقاء العدو ؛ لأن لقاء العدو يحتاج إلى صبر وثبات .
قال ابن كثير : (قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا) ، أي : أنْزِل علينا صبرًا من عندك
( وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ) ، أي : في لقاء الأعداء وجَنِّبْنا الفِرَار والعَجْز .
ولا يصح (هل أنت مهموم قل وأنت ساجد )
(حسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهورب العرش العظيم
)
لأن هذا جاء في خارج الصلاة . وأما الصلاة فإنها مُناجاة بين العبد وبين ربّه - كما في الحديث -
فلا يصلح أن يقول العبد في مناجاته ( حسبي الله لاإله إلا هو عليه .. ) ؛ لأنه يُناجي ربه
فلو قال : اللهم أنت ربي وأنت حسبي نِعم المولى ونِعم النصير ، ونحوها ، مما تصدق عليه المناجاة لكان هو الصواب .
والله تعالى أعلم .
الـشـيـخ عـبـدالـرحـمـن الـسـحـيـم