السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رفعه صبيه عمرها ثلاث عشر سنه ..كانت فرحة البيت وزهرته...لم يعش من اخواتها البنات إلا هي بعد ثلاثه من الذكور...
كانت حبيبة والدتها...وعيون والدها ونعاشه كما يقول...ودلوعه اخوانها....وقلب خالاتها...وصديقه لكل بنات القريه...
من اجمل بنات القريه واطول رفيقاتها واحلاهن...لا تفتر والدتها من تمشيطها وخضاب اقدامها واياديها...
جدائلها طويله وشعرها غزير...كانت والدتها تجدله لها وتدخله تحت ثوبها من الامام وتقول لها خليه مدسوس لا احد يحسدك على كثره وطوله....
ولحاجه في نفسها( اسرتها لي لاحقا) تقول بدأت علامات البلوغ عليها... وكنت اخاف ان احد من نسوان القريه يدري ولا يشوف صدرها ويخطبها وهي بعد صغيره....فكنت ادس صدرها بجدائلها...واقول علشان ماحد يعينك علشان ماهب لها وعليها عيون...
وبعد هذا الاختصار عن رفعه....اسمعوا اهم حدث حصل لها ولاهلها واهل قريتها...
فاطمه: هيـــــــــا وطي قفتك في البيت وخذي حلتك نفلح نستقي...
رفعه: لا امي بتلهى....لكن لا عدتي مفلحه انتي والبنات عدي عند امي واطلبيها اجي معكن...
رفعه: السلام عليك يمه...وطت قفتها تحت العريش
امها رحمه: وعليك السلام...ياااااانافدى ايدك ذي اختلت يارفعه....هوه ماهونتي ...بعدك صغيره وماتطيقين في ذا الحمل...
رفعه: اعجبني الخلى...وقلت اكفيك لا تدعبين بكره تختلين....
امها: هيا رشي وجهك وتعالي تنجفي...
رفعه: وين ابي من الصبح ماعود...
امها: اااهو افلح الحمران يقول معهم شغل هو والبنايه بكره بيسرحون جهمه...وافلح يلمح واااشن بيعاونه...وبيعدي عند بن....... يعسه في السوق...
رفعه: الله يجعلها في قلبي عنه كم يلحق عينه...
فاطمه: امه رحمه.....امه رحمه...
امها رحمه: ارحبي....عدي بانافدى...
فاطمه وحلتها فيدها: كيف حالك يمه بشرينا عنك...
رحمه: الله يبشرنا بسلامتك كيف حالك وحال اهلك وكهلتكم اربها بخير...
فاطمه: بخير الله يسلمك... امه رحمه خلي رفعه تجي تستقي معنا نحي رفيقاتنا سبقننا...
رحمه: حوب عدت يافرختي خليها تنتسم شوه
رفعه: يمه نحيني انتسمت...خليني افلح مع رفايقي...
فاطمه: يمه رحمه انحن مانعرف نغدى مكان ورفعه ماهيب معنا....الله يدفعبي عنك يمه خليها تجي معنا...
رحمه: امري لله......... وآآآشن يطيق فيكن ياصفة اليوم....هيا قوام لا تحوينه وخذي الحله الصغيره انقطع قلبك من قفة الخلى...وامنعيني تقربين من البير ولا تنهزين ملى الدلو شطره شطره...
راس البير.....
هروج وضحك وكل وحده بدلوها....اللي تملي قربتها واللي بحلتها واللي تغسل ثياب العول طرف القف...
شوي تخطملة رفعه في الحبال وألتوى الحبل على رجلها وبقدرة قادر طاحت في البير....
تصايحوا البنات....وذولى في الاواديه....وياااااامفاليح افلحوووواااااااااااا
يااااااخلق ياللي يعرفون يشرعون ....ياااااحباااااال يااااحباااااال....الشيمه الشيمه....الفزعه ....الفزعه ...
مابقي احد من اهل القريه إلا وهو راس البير...
امها خالاتها اخوها اللي من فوقها( الكبار مسافرين) ....وصياااح وبكاءءءء....وبعد معاناه طويله....اخرجت من البير جثه هامده....
كل اهل القريه يبكون رجال ونساء واطفال....امها الله اعلم بحالها ...كانت صابره ومحتسبه...
احد الرجال: الحقوا ابوها ...نحوه مقبل طول الجلال فوق حمارته....الحقوا التقوه لا حد يخرعه من السفان....
ويروح اربعه من الرجال اللي يعزون عليه واخوانه وينزلونه من فوق حمارته ويسمون عليه...
عليك اسم الله....الله يجبر قلبك ويخبطون في ظهره...
الاب: وشبكم....صبيح مات...
الله يعيضك خير....الله يحسن عزاك...
الاب: الكهله ماتت...
الله يجبر قلبك...
الاب: في من....
في رفعه...........اربعه من الرجال واخوانه يمسكونه وهو يتقلب على وجهه وقفاه من هول الصدمه....ثلاثة ايام لم يغمض له جفن او يدخل جوفه زاد او جفة عيونه او إلتهى بمعزين او اصحاب على كثر اصحابه من خارج وداخل القريه....يصيح حتى يغمى عليه ويرش بالماء حتى يفيق ويعود لبكائه المر الذي ابكى كل من عرفه ومن سمع بقصته...
ماتت رفعه بعد العصر ...تشاوروا الجماعه في الدفن...
الشور: عدنا طمسه وخلوها بكره....
اخذتها امها في حضنها من الليل الى الصبح( نامت جنبها في حضنها) عند الخشيب...وجدايلها المبلوله على صدر امها....
تصدع قلب امها ولكنها كانت قويه ايمان ....لم تضرب خد ولم تنتف شعر ولم ترفع صوت...كانت من اتقى نساء القريه واشدهن حرصا ومحافظه على الصلاه والدعاء والعباده مع قلة الوعي الديني ذاك الزمان....لم تعرف المناذير قط ولم توسخ بها فمها ابدا ابدا...
اذا عصبة قالت خذها يارحمان يارحيم....كانت هذه اقصى انواع الدعوات عندها ولا تقولها إلا اذا بلغ السيل الزبى....او تضع اصبعها على لسانها وتبله بريقها وتضعه في الرماده وتشخط به دقنها وهذا من اشد انواع التحذير والتهديد....
بعد مرور سنين على موت رفعه....وزواج اخوانها....احدهم تزوج وسافر للدراسه وترك اولاده وزوجته عندهم....كانت البنت بمثابة رفعه التى ماتت والولد مثابة الابن الغائب( المسافر)
في يوم.... اخرج الاب( بعد ان اصبح جد) منديل( مسفع احمر) اعطاه حفيدته 6 سنوات وربطه على راسها وحضنها وبكى ....بكى....بكى...حتى ابكى حفيدته ومن في البيت...
كان هذا المنديل احد الهدايا التى يحضرها لرفعه كلما ذهب للسوق لزيارة بن.......وكانت هذه الهديه اخر ماأحضر لها يوم موتها...ولكن لم تراها وتفرح بها...
وخبأه حتى اعطاه حفيدته التى رأى فيها رفعه....
رحم الله جدي وجدتي وعمتي ...
اللهم أغفر لهم و أرحمهم وعافهم وأعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم وأغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلهم داراً خيراً من دارهم، وادخلهم الجنة وأعذهم من عذاب النار.. وجميع أموات المسلمين سبحانك لا إله إلا أنت.