بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الرضا .. كلمة سهلة النطق بها تتكون من ثلاثة أحرف قد لايهتم بها الكثير
ولكنها تعني الكثير ويمكن البحث في هذا الموضوع من الآتي :
أولاً : رضا الله عز وجل
ثانياً :الرضا بالقضاء والقدر
ثالثاً : رضا الوالدين
رابعاً : رضا الناس أو المخلوقين
ونخرج من هذا وذاك الى القناعة التي لاتبعد كثيراً عن الرضا بأنواعه
وأخي أبا عازب حصر الرضا في ( رضا الناس )
لاضير في ذلك وسنبحر بشيء يسير في هذا الموضوع :
أقول مستعيناً بالله ...
أنت من يصنع لنفسك مكاناً في قلوب الآخرين فإما أن يكونوا راضين عنك وقريبين
أو ساخطين عليك ومعرضين وهنا تتحدد تعاملاتك بقبولٍ أو رد ...
وخير توجيه من الله سبحانه لخير خلقه قوله تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
فتعاملك باللطف واللين بلا شك سيكون سبيل من حولك الى قلبك وقلوبهم فتكون الألفة
ويقل التنافر والتعارض في الفكر والرأي
وهنا ... ولكي لايُفهم الأمر على سياقه بأن كل الأمور يجب أن أكون فيها منساقاً لآراء الآخرين
مجاملاً لهم ( أمعةً ) ينطبق عليك قول القائل ( معهم معهم عليهم عليهم )
وطلب رضا الغير للحصول على أي مردودٍ من غثاء الدنيا
هو بلا شك بيعٌ خاسر يفضي الى الذل والمهانة أحياناً ...
وأقصد هنا :: أن لاتأخذك في الحق لومة لائم رضي من رضي وسخط من سخط
فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ولاسيما إن كان الموضوع يمس العقيدة والمباديء والمثل
فالمجاملات هنا لامكان لها وليكن رضا الناس غاية لاتدرك فلا بارك الله في رضاً يغضب الخالق
حتى لوكان أقرب الناس اليك قال تعالى في حق الوالدين :
(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
والمبحث هنا يطول نخرج منه بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
( من ارضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس ومن اسخط الله برضا الناس وكله الله إلى ألناس )
أخي القدير ( ابو عازب ) حفظك الله
موضوع جدير بالبحث والتدقيق وطرح موفق كما عودتنا في إختيار مواضيعك الهامة والحساسة
من واقعنا المعاش باركك الله وأنار فكرك وبصيرتك أخي وتقبل إحترامي وتقديري ،،،،،