رد: هداية القلوب بيد علام الغيوب
بسم الله الرحمن الرحيم
لك أخي ( أبا عازب ) جل التقدير والإحترام
موضوع أستهله بقوله تعالى :
(﴿٥٥﴾ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾)
أحياناً أخي تقف مذهولاً حزيناً تتقاذفك الهموم والحيرة أمام عناد وإصرار قريبٍ أو حبيبٍ
خالط دمه الجهل أو الكبر أو العجب حتى أصبح لايفرق بين الحق والباطل وأنت تتقطع ألماً وحسرة
تريد له الخير وتبذل كل مافي وسعك لإصلاح حاله إلا أنك تعود بخفي حنين أسأل الله العافية
قال تعالى :
(أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
وهنا أخي أقول أن المعصية تقول ( أختي أختي )
أي أن من أذنب ذنباً قديكون في البداية عظيماً ووقعه عليه قاسياً
ولكن الشيطان يهونه عليه حتى يعود الى ذنبٍ آخر فيصبح تأثيره أقل وهكذا حتى يغطي قلبه
( الران ) كما قال سبحانه وتعالى : (﴿١٣﴾ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٤﴾ )
فيصبح الإنسان يتخبط ويسبح في أجوائه الخاصة بعيداً عن الهداية ودروب الصلاح
قال تعالى :
(﴿٦﴾ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾)
ربما يكون لك قريب يسكن بالقرب منك وأنت تتجه لصلاة الفجر من أمام منزله لتجد منزله كبيت الأشباح
يمت في نومٍ عميق فيتقطع قلبك حباً وخوفاً على مايضيع من الأجر في هذه الساعة المباركة
ورب العباد في لسماء الدنيا ينادي هل من تائبٍ فأتوب عليه هل من مستغفرٍ فأغفر له
هل من داعٍ فأجيبه والمحروم من حرم هذا الخير نسأل الله العافية ..
وفي هذا السياق أسوق لكم هذه القصة التي تبين أن القلوب وكما أشار أخي بين أصبعين من أصابع الرحمن
شاب نشأ على المعاصي تزوج إمرأة صالحة فأنجبت له مجموعة من الأولاد
من بينهم ولد أصم أبكم , فحرصت أمه على تنشئته نشأة صالحة
فعلمته الصلاة والتعلق بالمساجد منذ نعومة أظفاره ...
وعند بلوغه السابعة من عمره أصبح يشاهد ماعليه والده من إنحراف ومنكر
فكرر النصيحة بالإشاره لوالده للإقلاع عن المنكرات والحرص على الصلوات ولكن دون جدوى
وفي يوم من الأيام جاء الولد وصوته مخنوق ودموعه تسيل ووضع المصحف أمام والده
وفتحه على سورة مريم ووضع إصبعه على قوله تعالى :
(﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾)
وأجهش بالبكاء فتأثر الأب لهذا المشهد وبكى معه , وشاء الله سبحانه أن تتفتح مغاليق
قلب الأب على يد هذا الإبن الصالح فمسح الدموع من عيني ولده وقبله وقام معه إلى المسجد
وهذه أيضاً ثمرة صلاح الزوجة فاظفر بذات الدين تربت يداك
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
حفظك الله أخي الحبيب ووفقك لما يحب ويرضى
رحم الله والدينا ووالديك ولاحرمك الله الأجر والمثوبة ،،،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة الطائر ; 03-01-2012 الساعة 11:09 AM.
|