عبدالرحمن ابورياح - الباحة
الأحد 08/01/2012
أكثر من 35 عاما انتظرها أهالي آل سلمان في محافظة القرى بمنطقة الباحة للحصول على مبنى حكومي لمدرستهم التي تأسست عام 1397هـ، وخرّجت أجيالا حصلوا على أعلى الشهادات والرتب وتبوأوا مناصب مرموقة. وتبرع الأهالي بأرض لا تقل مساحتها عن 10 آلاف متر مربع من أملاكهم الخاصة، إضافة إلى القيام بسفلتة الطريق المؤدي إليها وإلى منازلهم، حيث كلفهم ذلك أكثر من 600 ألف ريال. وبعد أن لاح بصيص الأمل وتم إبلاغ الأهالي أن حلم إنشاء مبنى حكومي سيتحقق، حيث تم اعتماد المبنى. إلا أن ذلك الحلم ما لبث أن تلاشى وأصبح حلمًا ورديًا سرعان ما اختفى.
يقول سعد بخيت معرف آل سلمان: منذ أكثر من 30 عاما وأنا ابحث وأتابع وأطالب بإنشاء مبنى حكومي لمدرسة آل سلمان الابتدائية أسوة بغيرها من المدارس الحكومية في بلادنا الغالية. وقد حفيت قدمي من التنقل بين الباحة والرياض أطالب وأسعى في أن يتم إنشاء مبنى حكومي بعد أن تبرع الأهالي مشكورين بقطعة أرض كبيرة في القرية التي تنتشر بيوتها في عدد من الأودية وسفوح الجبال في آل سلمان بمحافظة القرى. وبعد جهد مضنٍ لما يقارب من 26 عاما أبلغني أحد المسؤولين في وزارة التربية أن مبنى المدرسة قد اعتمد ولله الحمد. وطرت فرحًا، وحمدت الله أن جهدي وتبرع الأهالي ومتابعتهم أيضا لم يضع سدى. ثم أكد ذلك دعوة وجهت لي من إمارة منطقة الباحة تطلب مني حضور حفل يشرفه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة منطقة الباحة سابقا في محافظة القرى لتدشين مشاريع حكومية ومن بينها مبنى مدرسة آل سلمان. ويضيف بخيت: حضرت الحفل وكنت أتوقع أنه مجرد ما سيبدأ التدشين سيتم بناء المدرسة في أرضها المخصصة لها فورا. ولكن تأخر المشروع، بدأ القلق يساورني وبدأت الرحلة من جديد للبحث عن المبنى المفقود، فلم أجد له أثرا. بل كان هناك وعود من إدارة التربية والتعليم بأنهم سيبذلون قصارى جهودهم لإنشاء المبنى، ونحن منذ ذلك الوقت إلى تاريخ هذا اليوم ننتظر أن يعود إلينا مشروعنا. فأولادنا هم اولاد الوطن. والدولة يحفظها الله تبني هنا وهناك. فخيرها عام شمل الصغير والكبير في هذه ألأرض الطاهرة، ونحن على يقين انه سيشمل أبناءنا.
ويقول المواطن جمعان محمد عساف: نحن ننتظر أن يتم اعتماد المبنى الحكومي للمدرسة وإنشائه، ونحن على أتم الاستعداد إذا لم يتم بناؤها فسنبنيها من أموالنا الخاصة فقد سبق وأن عبّدنا الطريق بأموالنا.
أما المواطن عبدالله سعيد علي فيقول: عندما لاح أمل بناء المدرسة تبرع الأهالي صغيرا وكبيرا من أملاكهم ومن أغراضهم لسفلتة الطريق المؤدي إلى أرضها وإلى المنازل. فدفعنا ما لا يقل عن 600 ألف ريال، وعليك أن ترى بأم عينيك كيف لفقير أن يدفع مبلغا كهذا أو شخص دخله محدود. بل أن بعضهم باع سيارته الوحيدة ليساهم في سفلتة هذا الطريق، وها نحن منذ أكثر من 30 عاما ننتظر أن يتم بناء مدرسة آل سلمان أسوة بغيرها من المدارس.
ويقول المواطن محمد سعيد أحمد نجدها فرصة عبر جريدة « المدينة « التي ستوصل أصواتنا إلى المسؤولين في هذه الدولة بدءا من أمير الباحة ومدير عام التربية والتعليم ومقام الوزارة أن يسارعوا في اعتماد مبنى لمدرسة آل سلمان فأقرب مدرسة تبعد حوالى 10 كم بين جبال شاهقة وأودية سحيقة وطرق متعرجة، وهذه المدرسة ستخفف عن أبنائنا عناء الذهاب إلى موقع آخر. فهل سيتحقق الحلم ويتم بناء هذه المدرسة التي انتظرها عقودا من الزمن.
رد إدارة التعليم بالباحة
ومن جانبه قال مدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة سعيد بن محمد مخايش لـ»المدينة» : إن هناك جهودا من الإدارة العامة للتربية والتعليم ليتم إنشاء مبنى حكومي لهذه المدرسة بما يلائمها، مؤكدا حرص الإدارة على أن تكون جميع مدارس المنطقة في مبان حكومية حيث تم وضع خطة متكاملة للاستغناء عن المباني المستأجرة قريبا بإذن الله تعالى.