الموضوع: تكلم الفصحى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-01-2012, 01:35 AM
تكلم الفصحى تكلم الفصحى غير متواجد حالياً
 






تكلم الفصحى is on a distinguished road
افتراضي تكلم الفصحى

السلام عليكم ورحمة الله..
أيها المتحاورون الرائعون، لقد شدني موضوع نقاشكم في هذا القسم، ولذلك قررت أن أسجل، فقط من أجل أن أشارككم، لأن هذا الموضوع، كما تلاحظون من معرِّفي، يتحدث عني:
أعزائي: فلنبدأ بالمفاجآت، أنا متحدث بالفصحى أصلا ، يعنى لا أتحدث بالعامية أبدا ، يعني عاميتي هي الفصحى، وهذا يعني ببساطة: أنني لا أعاني عندما أتكلم بها. بل أتكلم على سليقتي لغة عربية فصحى، معربة، منضبطة، بدون أخطاء. (أكيد هذا في الغالب، لأنه جل من لا يخطئ، لكنني دربت نفسي من أجل أن أكون قدوة لغوية، على الأقل لأطفالي)..
مفاجأة ، صحيح؟
دعونا لا نستبق الأحداث، سأتوقع أسئلتكم، وأجيب عنها سريعا:
هل أنا جاد؟ نعم.
منذ متى بدأت الحالة؟ منذ عشر سنوات. وكنت حينها في الثامنة والعشرين من العمر.
ما السبب؟ قرأت كتابا لأحد المستشرقين يقول فيه: إن العرب لن يتطوروا أبدا، لأنهم يتكلمون بلغة، ويكتبون بلغة أخرى، يعني لديهم لغتان، واحدة للكتابة (الفصحى)، وأخرى للكلام (العامية)، وكان يدعو في كتابه إلى التخلص من إحداهما. وقبل أن يكمل جملته، فهمت أن (إحداهما) يقصد بها العامية، وأنه يطالب بأن يتحول المجتمع إلى مجتمع ناطق بالفصحى، لكن اتضح من بقية كلامه أنه يريدنا أن نتخلص من الفصحى، وأن نكتب الكتب والعلوم بالعامية، وندرّس الطلاب بالعامية، ونترجم كتب اللغات الأخرى إلى العامية... إلى آخر الغثاء الذي طرحه. المهم أن كلام هذا المستشرق أتى بنتيجة عكسية معي، حيث قلت: لماذا لا أبقى على فهمي السابق، وهو الصواب طبعا، وقمت بدراسة الموضوع، وتبين لي فعلا أننا نفكر بلغة ، وأننا حين نفكر بالعامية تصبح هي لغتنا الأم، وبالتالي يصعب علينا أن نتواصل مع لغة المعرفة، التي هي الفصحى، فتصبح القراءة صعبة، ومنظر الكتب ثقيلا علينا، وما ذلك إلا بسبب أنها كتبت بلغة غريبة عنا، وهذا سبب انخفاض معدل القراءة عند العرب، وارتفاعها عند الغرب، حيث معدل قراءة الإنسان العربي ست دقائق، في السنة، في مقابل مئتي ساعة عند نظيره الغربي.
المهم أن دراستي للموضوع وصلت بي إلى قناعة بأن التحول إلى الفصحى، سيكون طريق نهضة الأمة في كل الميادين، لكن تحول دون ذلك قيود وصعوبات كثيرة، فما الحل؟ قلت في نفسي: دعوني أجرب. وفعلا، بدأت بالأهل والأطفال في المنزل، ثم الأصدقاء ، ثم زملاء العمل، وكانت النتيجة مذهلة. وردود أفعال الجميع كانت متدرجة: في البداية سخرية، ثم إعجاب، ثم مجاراة، ثم تعودوا.
لكني بدأت أتساءل: إلى متى؟ يجب أن يكون هناك أنصار، وإلا ماتت التجربة في مهدها. ومع انتشار الفيس بوك،فتحت صفحة باسم "تكلم الفصحى"، ودعوت الراغبين في الانضمام.
ما رأيكم؟
هل أبدو قادما من كوكب ما؟





التعديل الأخير تم بواسطة منبع الطيب ; 18-01-2012 الساعة 05:02 PM. سبب آخر: تنسيق للموضوع
رد مع اقتباس