ومضت الأيام تتسابق.. والجديد يزاحم سابقه ويكاد يقضي عليه.. فلاتجد له أثراً .. ويمسح ماخط بالحبر سطرا سطرا ...
الماضي الجميل لم يبق ولم يعد .. ولسان حاله يقول : رفيقَ حالي هيا ابتعد .. فلم أعد لك صديقاً ولا في الدرب رفيقا... كنت معي وأنت تعشقني .. تلتصق بي .. بترابي ... وبأشجاري تعانقني ..وبالربى الخضراء تداعبني ... وتحت غيمة سمائي تخاطبني .. بجمالي .. و حسن بهائي .. لم تعد لي عشيقاً .. ولاصديقاً ورفيقاً ... هجرتني ونسيتني . . تركتني أعيش لوحدي حتى انكسرت نفسي .. وتحطمت معنوياتي .. وأمسيت لهبوب الريح مذعورا .. وأ صبحت على خوف الليل مكسورا .. وأضحيت بعد التأمل مهموماً...ولفراق الأحبة مذهولاً ............... أنا الماضي الجميل البعيد .. فما ردك فيما قلت أيها المنبهر بحاضرك السعيد ؟؟؟؟؟؟!!!
شكرا أيها الماضي الجميل أنا الزائر إلى أرضك أيها المفقود من الواقع ، فأنت في ذاكرتي الفعل المضارع .. أبحث عنك يمينا يسارا فلم أجد لك أثرا ... أشغلتني ذكراك وأحبطتني في كل ليلة رؤياك ..
أحزنتني أيها المعاتب المعاقب.... لا لكلامك بمافيه من عتاب للأصحاب والأحباب .. ولكن لأنك أنت لم تعد كما كنت أعهدك بحسن جمالك وبهائك .. فأين الحصون العالية الجميلة ؟ أين الرعوش التي عليه الإخلاء يتسامرون ويتمازحون ويتعللون ولقضاياهم يحللون ويحلون ؟ ؟أين العيون الجارية ؟ أين غابات الأشجار وأين تلك الثمار ؟ الأرض الخضراء صارت غبراء .. والجبال أضحت سمراء !!! أين الرعاة ؟وأين المزارعون ؟ في أرضهم يحرثون.. يزرعون.. ويسقون .. ويشذبون .. ولربهم يلجأون .. يسترحمون .. ويستغيثون .. وعليه يتوكلون .. وبرحمته يرزقون ....... أيها الماضي المجيد فقدناك وأنت في أحسن حال . فماالذي بدل الحال بعد الحال ؟! أجبني فهل لك أن تعود وتسود؟