الوالد الفاضل ( يحيى محمد الزهراني ) حفظك الله من كل مكروه
وجودك في متصفحي شرف لي ومداخلتك الرائعة اسعدتني كثير
والدي افاضل ما طرحت هذا الموضوع عبثا وإنما طرحته لأن البعض يخلط بين مفهوم ( التكبر والكبرياء)
التكبر هو: إظهار العامل إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم، ويترفع عن قبول الحق منهم وهذه الصفة مذمومة ومنهي عنها كما جاء في
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة نم كبر" فقال رجلٌ : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة؟ قال: (( إن الله جميل يحبٌ الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناسِ)) رواه مسلم.
مظاهرالتكبّر:
1- الاختيال في المشية، مع ليّ صفحة العنق، وتصعير الخـد: قال تعالى:}وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[23]{ [سورة الحديد] }وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[18]{ [سورة لقمان] .
2- الإفساد في الأرض عندما تتاح الفرصة مع رفض النصيحة، والاستنكاف عنالحق: قال تعالى: }وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ[204]وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ[205]وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ[206]{ [سورة البقرة] .
3-التقعر في الحديث: يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: [إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ تَخَلُّلَ الْبَاقِرَةِ بِلِسَانِهَا] رواه الترمذي وأبوداود وأحمد. ،وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ]فَقَالَ: [هُمْ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ]رواه أحمد..
4- إسبال الإزار بنيةالاختيال والتكبر: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ أَحَدَ جَانِبَيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إِنِّي لَأَتَعَاهَدُ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ: [لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلَاءَ] رواه أبوداود .
5-محبّة أن يسعى الناس إليه، ولا يسعى هوإليهم، وأن يمثلوا له قياما إذا قدم أو مر بهم: وقد جاء في الحديث: [مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ] رواه أبوداود والترمذي وأحمد .
6-محبّة التقدم علىالغير في المشي أو في المجلس، أو في الحديث، أو نحو ذلك .
أما الكبرياء
حديث أبي هريرة مرفوعاً عند مسلم : (( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار )) . فكيف ينبغي أن نفهم هذا الحديث ، وهل يجوز إضافة ( الإزار) و ( الرداء) إلى الله مطلقاً ، وهل يلزم الصيرورة إلى التأويل فيه ؟
الجواب : قال الخطابي _ رحمه الله تعالى _ في شرحه لـ: ( سنن أبي داود) : معنى الحديث : أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه ، اختص بهما لا يشركه أحد فيهما ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل ، وضرب الرداء والإزار مثلاً في ذلك . يقول _ والله أعلم _ كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد ، فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق . والله أ علم . انتهى كلامه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد : عضو . صالح الفوزان : عضو . عبدالله بن غديان : عضو . عبدالعزيز آل الشيخ : عضو .
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز : الرئيس .
[فتاوى اللجنة 2/399رقم الفتوى(19346) المجموعة الثانية]