الموضوع: تكلم الفصحى
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2012, 12:10 PM   #13
تكلم الفصحى
 







 
تكلم الفصحى is on a distinguished road
افتراضي رد: تكلم الفصحى

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن احمد العدواني   مشاهدة المشاركة

   اشكرك اخي الكريم على الطرح الجميل والرائع نتمنى أن نتكلم باللغة العربية الفصحى فهي لغة القرآن الكريم
لكن مع احترامي الشديد لك ولغيرك أجد ان ذلك صعبا في مجتمعنا فالمستويات والأفكار والجنسيات تختلف
لك مني أجمل تحية وتقدير


بارك الله فيك أخي، وأشكرك على تفاعلك. وأنا على استعداد أن أرد على كافة الشبهات، بحسب الاستطاعة بمشيئة الله.
وجيد أنك قلت : "أجد ذلك صعبا في مجتمعاتنا"، فمادام الأمر غير مستحيل، فهو في حيز الإمكان، أما بالنسبة للصعوبة، فلكل مشكلة حل، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. المهم أن نبدأ حتى لو استغرق الأمر جيلا أو جيلين. المهم أن نصل.
اليهود كانوا لا يتكلمون أبدا بالعبرية، وجاء رجل اسمه اليعازر في عام 1885، وقرر أن يغيرهم بالتدريج. بدأ بديوانية صغيرة، تضم أصدقاءه الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، ثم تكاثروا شيئا فشيئا، ثم أنشأ صحيفة، ثم ركز على الأطفال فأنشأ مدرسة، ثم مدارس، وهكذا.
وكانت لغات اليهود الأصلية كثيرة ومتنافرة، فمنهم من لغته الأصلية الألمانية، ومنهم من لغته الروسية، ومنهم من لغته الأصلية الإنجليزية، ومنهم من لغته الحبشية..
المسألة هل هناك قناعة أو لا..
هل نقرر أن نبدأ أو لا..
أما الوسائل والآليات فيمكن أن نتناقش فيها، ونأخذ ونعطي.. ومن خلال العصف الذهني سنصل بمشيئة الله إلى حلول، وإلى طرق أفضل وأسرع، وتدريجيا، ستصحح المسيرة نفسها، ونتلافى الأخطاء، ونبدأ من حيث انتهى الآخرون..
أما أن نهمل لغتنا، ونتعلم لغات الآخرين..أما أن نميت لغتنا، ونحيي لغات الآخرين.. فليس بالرأي.
أنا أدري أن بعضا منا يقول: وما الداعي ، فها نحن نعيش.. والأمور على ما يرام..
الحق أن الأمور ليست على ما يرام، فالبساط يسحب من تحت أرجلنا دون أن نشعر..
أعداؤنا سعيدون بنا، لأنا "أمة بلا لغة" كما يقول أحد العلماء.
بمعنى أن العاميات التي تملأ حياتنا، ليست لغة يعتمد عليها.. في بناء الأمة، لا يدون بها علومها وفنونها وتاريخها..
والفصحى مهمشة، لا أحد يتكلم بها.. ولا تدون بها العلوم الخطيرة كالطب والهندسة وعلوم الذرة مثلا.. نحن في كل ذلك تابعون للغرب، لأن الغرب فرض علينا لغته.. ليس لقوته هو، بل لضعفنا نحن..
الطريف أن بعض مؤسسات الغرب المنصفة، تنادينا صباح مساء بالحفاظ على لغتنا قبل أن تنقرض "اقرأوا تقرير اليونسكو عن اللغات المهددة بالانقراض خلال هذا القرن".
العمالة يمكننا أن نفرض عليها تعلم الفصحى قبل أن تأتي، وليس حلا أن نخرجها من عاميتنا إلى عامية أخرى مكسرة.. إن كان ولا بد فلنفئ جميعا إلى لغة موحدة ، مُجمع عليها، وهي الفصحى.
وأكثر العمالة مسلمون، يحبون الفصحى، بل كثيرون منهم يتقنونها أفضل منا.
المسألة اعتياد وتعوُّد.. إذا تعودنا على شيء صار سهلا..
وكثير من العبارات هي من الفصحى ، وبعضها عُرِّب حديثا، وقد تعودنا عليها، ونظن أنها عامية، وذلك مثل: شكرا، عفوا، القاهرة، دمشق، فلا أحد في مصر يقول: الآهرة، ولا دمشء، ولا نقولها بالقاف السعودية، على سبيل المثال.
وكذلك: منتجع، قمة، ضربة جزاء، خط تماس، حارس مرمى، هدف، دفاع هجوم، تسلل،سداسيات، الجهاز الفني، ألعاب قوى، زانة، باقة، متصفح، محركات البحث، مثبت السرعة، تجاوز، دفع رباعي، لجنة، لياقة، غواصة، سيارة، دبابة، عميد، عقيد، ملازم، ... هذه ألفاظ أكثرها مترجم أو معرب، ولم يكن موجودا قبل نشوء الدول العربية الحديثة.
مجامع اللغة العربية فعلت الكثير، ولم نأخذ إلا القليل، واستخدمنا الأقل، ومن دون أن نقصد أيضا.
فكيف إذا كان الأمر منهجيا، وجديا، وقمنا بذلك وفق خطة، وبالتعاون مع فئات المجتمع، والقطاعات الحكومية والأهلية.
اللغة العربية تسير بـ(البركة) كما يقولون. والبركة جيدة، لكن لا بد من اتخاذ الأسباب، أليس كذلك؟

التعديل الأخير تم بواسطة تكلم الفصحى ; 19-01-2012 الساعة 12:19 PM.
تكلم الفصحى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس