رد: تكلم الفصحى
[CENTER]
|
ليست مطلوبة اللغة العربية الفصحى في منتديات عامة لأن الناس ليسوا كلهم بمستوى علمي واحد وليسوا كلهم متخصصون في اللغة العربية الفصحى حتى يقال عنه إنه فلان , اللغة العربية تستخدم في حوارات ومنتديات عالمية محاضرات بين جمع من المثقفين هنا يستحسن بل يتوجب على الحاضرين والمشاركين إستخدام اللغة العربية الفصحى .
هناك أناس مثقفون ويحملون شهادات عليا ,, لكنهم لا يتكلمون العربية بالفصحى لأن هذا تخصص مستقل بذاته وأنا أؤيد الأخ جمعان بن مفرح أبو طلال على ما ذهب إليه وليس المطلوب منا أن نتكلم الفصحى في الأماكن العامة حتى نضمن مكانتنا بين الأمم أو البيئة التي يعيش فيها ذلك الشخص المغرم باللغة العربية ,, العبرة ليست كذلك والتطور الحاصل في العالم ليس مصدره اللغة العربية الفصحى إن صح التعبير, لكنها زيادة خير وبركة وثقافة عامة ووسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
|
|
 |
|
 |
|
بارك الله فيك أخي (سام) على هذا التوضيح، وأوافقك في جل ما ذكرت.
ونحن لا نتحدث عما ينبغي أو ما لا ينبغي، ولن نفرض على الناس طريقة معينة في الكلام.
لكن هناك وجهة نظر، أحاول أن أطرحها، وأعترف أنها غريبة، لكن صدقوني هي الصواب،وتعتمد هذه النظرة على توصيف للوضع الراهن، وتبصير الناس بما هم مقدمون عليه، وعليهم أن يختاروا.
أنا أرى الأمر من زاوية مختلفة تماما،وإليكم بيان ما أريد قوله، مع ضرورة التفكر فيه لأن الفكرة فلسفية قليلا:
يقول علماء اللغة(وهم غربيون في المجمل): إن اللغة (أي لغة) هي ملكة وقدرة، تمكن الناس من الكلام بتلقائية، وأن لهذه اللغة جهازا غير مرئي يتحكم في تنظيم عملها، وأنها نظام دقيق للغاية، ومعقد للغاية، وإنْ ظن الناس أنها عملية سهلة.
يقولون أيضا: إن الجماعة اللغوية متساوون في هذا القدرة، وأن هذا النظام شائع فيهم، ولا يتخلف عنه أحد، الصغير كالكبير، والرجل كالمرأة، والعالم كالجاهل، الجميع بلا استثناء، وإذا حدث وخالف أحدٌ النظامَ فإن الناس يرمقونه بأبصارهم، فيرتدع ويصحح خطأه.
هذا قانون لغوي، بمعنى أنه ليس فرضية، ولا نظرية.
وقالوا أيضا إن من اللغات: 1- ما يكتب وينطق، مثل: اللغة الإنجليزية. 2- ومنها ما ينطق فقط مثل:لغات المجتمعات البدائية في استراليا وافريقيا. ومنها ما كُتبَ سابقا ، ولم يعد ينطق. وتسمى اللغات الميتة،مثل: اللاتينية، والسنسكريتية (الهندية القديمة)
ما هو الآن السؤال المتوقع؟
أحسنتم، نعم، أين موقع لغتنا الحبيبة (الفصحى) من هذا التصنيف؟
إنهم يا سادة يضعوننا في المجموعة الثالثة: يعني اللغات الميتة..
هل تعرفون لماذا؟
لأنهم يقولون: لدنيا قانون (في الأعلى) اتفقنا عليه، وهو أن اللغة هي ما كان الناس، كل الناس، داخل الجماعة اللغوية ،يتكلمون بها، الصغير والكبير، ..إلخ، يتكلمون بها حاليا، (وليس سابقا، أو من المفترض أن يتكلموا بها، أو أحيانا يتكلمون بها وأحيانا لا، أو مجموعة متخصصة فقط تتكلم بها، أو تُستخدم في المناسبات الدينية)، كلا.. فصحاكم لا تنطبق عليها إلا مواصفات اللغة الميتة. لا أحد يتكلم بها. إن كنتم تقصدون أنها لغة دينية فحتى اللاتينية يتكلمون بها في الكنائس..
....
لكن لا تستعجلوا.. ولا تقلقوا..
لدينا لغة تنطبق عليها الصفات أعلاه.. الجميع يتكلم بها، ولا يخطئ فيها أحد، فيها جميع الشروط، إنها عاميتنا الرائعة، لكن للأسف، ينقصها شرط، وهي أن تكون تكتب ..
لذلك سنصنَّف في المجموعة الثانية: المجتمعات البدائية 
إذا ثرنا وقلنا لا ..
طالَبونا بالدليل..
وطبعا ليس لدينا حجة..
ماذا نقول لهم: هل نقول إننا نتكلم بالفصحى ، وأن الجميع يتكلمها بتلقائية، الصغير والكبير..إلخ؟
أو نقول: إننا أمة نكتب كل شيء بالعامية، كل معطيات حضارتنا علما، وأدبا، وفقها، وتفسيرا، وتاريخا..إلخ.
أو نقول: إننا قليل من هذه وقليل من هذه؟ لن يقبلوا منا، لأن القانون ، كما يقال، هو القانون، يجب أن يكون جامعا مانعا، منضبطا.
إذن ربما نهاجمهم قائلين: ومن نصبكم حكاما علينا؟ نحن لا ينطبق علينا قانون، نحن لدينا قانوننا الخاص!
إذا قلنا ذلك: توجب علينا أن نثبت أن قانونا الخاص (أيا كان هذا القانون) قد أوصلنا إلى مكان ما، فإلى أين أوصلنا قانوننا؟ إلى أي نهضة؟ أو إلى أي ترتيب في عالم التقدم، وتفوق الأمم؟
إذا كان جوابنا هو الصمت..
فلم يبق إذن، إلا أن نخرج من اللعبة، ونخرج من التاريخ، ونعترف أننا: أمة بلا لغة.. كما قال (محمود شاكر) رحمه الله.
وهذا يفسر لنا كثيرا من سلوكياتنا الحائرة، المحيرة:
لماذا نريد أن نعيش في كنف الإنجليزية أو الفرنسية؟ الجواب: لهذا السبب. لأنه ليس لدينا لغة تحمينا، ولا أقول نحميها..
لماذا نريد أن تكون العاملة المنزلية فيلبينة تتقن اللغة الإنجليزية.. الجواب: للسبب نفسه.
لماذا نفرح بالابتعاث.. للسبب نفسه.
لماذا أفتخر بأن ابني يدرس في القسم الانجليزي في المدرسة الفلانية.. وأنه لا يسمع كلمة عربية في المدرسة.. للسبب نفسه.
لماذا المناقصة المكتوبة باللغة الإنجليزية غالبا تفوز؟
لماذا يُكتب في قلب العروبة، وبجوار البحر الأحمر ، (ردسي مول)، كأننا سنظنه أزرق 
لماذا ولماذا ..
لماذا لغة الأجنبي مفروضة عليَّ في بشكل دائم..
لماذا إذا ذهبتُ إلى الخارج فإني أتحدث معه بالإنجليزية، وإذا جاءني فإني أتحدث معه بالإنجليزية أيضا..
يعني كُتب عليَّ أن أتحدث بالإنجليزية في بلدي وخارج بلدي؟؟؟
أيها الناس.. أين اللغة العربية إذن؟
وقد دأب كثير من المصلحين والعلماء، إذا وصل إلى هذا النقطة، موضوع مزاحمة اللغة الإنجليزية للغة العربية، أن يقول: أنا لست ضد تعلم اللغة الإنجليزية.. (كأنه يدفع عن نفسه تهمة ما)
وبصفتي مدافعا عن اللغة العربية أقول لكم: أنا ضد اللغة الإنجليزية.. في هذه المرحلة...(أرجو أن لا يغضب المتخصصون، وأن يفهموا وجهة نظري)
لماذا يجب أن لا نعلِّم أطفالنا الإنجليزية في السنوات الأولى؟
لماذا يجب أن نؤجل تعلم الإنجليزية؟
لماذا؟ لأن من قوانين تعلم اللغة: (أن إتقان اللغة الأولى بوابة عبور لإتقان الغة الثانية)
ومن المسلَّم به أن اللغة - أي لغة - دقيقة جدا ومعقدة، وحجمها هائل جدا، وأن إتقان لغة واحدة إتقانا تاما، بما فيها من إرث ثقافي، يأخذ من حجم ذاكرة الإنسان ووجدانه، مساحة كبيرة جدا، يصعب معها - كما في الحاسوب - إدراج لغة أخرى بكل تفاصيلها وحمولاتها الثقافية.. (يصبح جهاز اللغة ثقيلا)
فإذا أردتُ أن أحشو ذاكرتي باللغة الثانية، قبل إتقان الأولى، وأردتُ العودة للأولى، فقدت إتقان الثنتين..
ألا يذكِّركم هذا بطائر نسي مشيته؟
تُرى هل أتقنا لغتنا الأولى.. لغتنا الأم؟
التعديل الأخير تم بواسطة تكلم الفصحى ; 22-01-2012 الساعة 04:07 PM.
|