27-01-2012, 03:31 AM
|
#37
|
عضو اداري كبار الشخصيات
|
رد: *) نســـــــــاء خالدات *)
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"] [ALIGN=center]
الخالدة ال 15

أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، شقيقة الحسن والحسين، ولدت في حدود سنة ستٍ من الهجرة، رأت النبي صلى الله عليه وسلم جدها، ولم ترو عنه شيئاً، تزوَّجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك سنة سبع عشرة، وكان سبب زواج عمر منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي))
أي سبب زواج هذا الخليفة الراشد هذا الحديث، مع أن فارق السن بينهما كبير،
ألح هذا الخليفة الراشد أن يتزوَّج هذه الفتاة التي هي من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قصة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بالتفصيل :
قصة هذا الزواج هي كما يلي:
إن عمر بن الخطاب خطب إلى عليٍ ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل لعمرٍ:
((إن ردَّك فعاوده, -أي بإلحاح- ثم خطبها إلى أبيها علي بن أبي طالب فقال: إنها صغيرة،
فقال عمر: زوِّجْنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد،
هي عندي مكرمةٌ أشد التكريم، فقال له علي: أنا أبعثها إليك،
فإن رضيتها فقد زوَّجْتكها، فبعثها إليه ببردٍ،
فقال لها:
قولي له:
هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال عمر: قولي له قد رضيت، رضي الله عنه))
فقصة هذا الزواج قصة اكتساب الشرف، اكتساب السبب، سبب الاتصال بالله عز وجل
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((كل سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامة إلا سببي ونسبي))
.
العلماء قالوا:
((جلس عمر إلى المهاجرين في الروضة، وكان يجلس المهاجرون الأولون
في روضة مسجد رسول الله, فقال: رفؤني، -العرب كانت تقول للمتزوج:
بالرفاء والبنين، العوام يقولون: بالرفاه، هي بالرفاء، والرفاء الوفاق،
بالوفاق الزوجي والبنين، وأثمن ما في الزواج الوفاق والبنون- فقال:
رفؤني، فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي،
لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
((كل سببٍ ونسبٍ وصهرٍ ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري))
وكان لي به عليه الصلاة والسلام النسب والسبب،
فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفؤني ، -أي عد هذه مغنماً كبيراً،
أنه اتصل نسبه، أو تزوج بنتَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أصبح صهر رسول الله- .
قالوا: تزوجها على مهر أربعين ألفاً، فولدت له زيد بن عمر الأكبر ورقية))
.
ماذا استنبط العلماء من هذه الواقعة ؟
في هذا الخبر كما قال العلماء أحكام عدة،
مِن هذه الأحكام:
أن يصح زواج الكبير بالصغيرة شرعاً، وأن ذلك حصل بمشهد جمعٍ غفير
من كبار المهاجرين، وعلى مسمع الأنصار أيضاً، وأنهم قد أقروه على ذلك،
وهذا إجماعٌ منهم على جوازه، وأنه يندب تعدد الزوجات لزيادة الشرف,
تعدد الزوجات من هؤلاء الصحابيات الكاملات المتصلات بالنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وأن يزاد في مهر الصغيرة أضعاف مهر الكبيرة،
وأنه يندب إعلام الأصحاب لذلك للدعاء والتبريك، وأنه يجوز للأب
أن يزوِّج ابنته الصغيرة، وأن سكوت الصغيرة كسكوت البالغة في اعتبار الرضا به،
وأنه يجوز إبرام عقد الزواج بالصورة التي تم فيها بشرط إسماع الشهود على ذلك،
كل هذه الأحكام مستنبطة من هذه الواقعة .
الحياة الكريمة التي نالتها أم كلثوم عند زوجها :
حظيت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منزلةً عاليةً مرموقة، فلو كان
هناك تناقضٌ كبير كما يتوهم الآخرون بين سيدنا علي وسيدنا عمر، لما أمكن أن يتم هذا الزواج،
هذا استنباطٌ مهمٌ جداً, بل إن سيدنا علياً كرم الله وجهه سمى أولاده
بأسماء الصحابة الكرام؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان .
فسيدنا علي سمى أولاده بأسماء الصحابة الكبار، وهؤلاء الصحابة الكبار
تشرفوا بالزواج من بنات سيدنا علي، فبينهما من الود، والاحترام، والحب،
والولاء، والبيعة مالا ينكر .
فقد حظيت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
منزلةً عاليةً مرموقة، فكان ينظر إليها بعين الإجلال والإكرام، فعاشت عنده
حياةً طيبةً مباركة، فقد كان يسعى لإسعادها بما يحقق طموح فتوَّتها، وتفتُّح شبابها،
وهو البصير بقضايا النساء، فكان رضي الله عنه يرقب نفسه وما يراه
واجباً للمرأة على زوجها .
ذكريات تسترجعنا بها أم كلثوم :
تقول
((كانت لا تنسى ليلةً, طاف فيها, يتفقَّد
رعيته، فإذا هو بامرأة في جوف دارها، وحولها صبيان يبكون،
وإذا قدر على النار ملأته ماءً،
فدنى عمر من الباب, فقال: يا أم, ما هذا؟ لمَ يبك أولادكِ؟
قالت: بكاؤهم من الجوع،
قال: فما هذه القدر التي عليها النار؟
قالت: قد جعلت فيها ماءً أعللهم بها حتى يناموا،
-أوهمهم أن فيها شيئاً من دقيق وسمن-
فجلس عمر يبكي، ثم جاء
إلى دار الصدقة، فأخذ حملاً أو وعاءً،
وجعل فيه شيئاً من دقيقٍ، وسمنٍ،
وشحمٍ، وتمرٍ، وثيابٍ، ودراهم، ثم قال: يا أسلم, احمل هذا علي،
فقلت:
يا أمير المؤمنين, أنا أحمله عنك،
فقال:
لا أنا أحمله، لأني أنا المسؤول عنهم في الآخرة .
-ألم يقل مرةً:
((والله لو تعثرت بغلةٌ في العراق,
لحاسبني الله عنها، لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟))
فحمله حتى أتى به منزل المرأة، وأخذ القدر,
فجعل فيها شيئاً من دقيق,
وشيئاً من شحم وتمر، وجعل يحركه، وينفخ تحت القدر,
حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف بيده، ويطعم الصغار, حتى شبعوا،
ثم ربط بجانبهم، فلم يزل حتى لعبوا وضحكوا،
ثم قال:
يا أسلم, أتدري لمَ ربطت بحذائهم؟ أي جلست إلى جانبهم,
قلت:
لا يا أمير المؤمنين، فكرهت أن أذهب, وأدعهم حتى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي))
هذا الذي يرحم الصغار إنسانٌ عظيم، هؤلاء الصغار أحباب الله،
هؤلاء الصغار رجال المستقبل، هؤلاء الصغار إذا ربّوا على الرحمة,
رحموا الآخرين، والإنسان إذا ربِّي في بيت صحيح، في بيت سليم،
في بيت فيه رحمة، فيه قيَم، حينما يكبر في الأعم الأغلب, يرحم الناس جميعاً، لا يؤذيهم, لا يظلمهم .
وقال أنس بن مالك:
((بينما عمر يعسُّ المدينة، -أي يتحسس أخبار الرعية- إذ مر برحبةٍ
من رحابها، فإذا هو بيتٌ من شعرٍ لم يكن بالأمس، فدنا منه, فسمع أنين امرأة,
ورأى رجلاً قاعداً ، فدنا منه, فسلم عليه,
ثم قال:
من الرجل؟
فقال:
رجلٌ من أهل البادية، جئت إلى أمير المؤمنين أُصيب من فضله،
فقال:
ما هذا الصوت الذي أسمعه في البيت؟ قال: انطلق يرحمك الله لحاجتك،
فقال: عليَّ ذلك، ما هو؟
قال الرجل: امرأةٌ تمخِّض,
-أي في طور الطلق- قال عمر: هل عندها أحد ؟
قال: لا .
قال أنس: فانطلق عمر, حتى أتى منزله,
فقال لأم كلثوم بنت علي رضي الله عنها:
هل لكِ من أجرٍ ساقه الله إليكِ؟ قالت: وما هو؟ قال: امرأةٌ عربية تمخِّض,
ليس عندها أحد، قالت أم كلثوم: نعم إن شئت، قال: فخذي معكِ ما يصلح المرأة
لولادتها، وجيئيني ببرمةٍ، وشحمٍ، وحبوب، قال: فجاءت به,
فقال لها:
انطلقي، وحمل البرمة، وهي القدر الذي يطبخ فيها، ومشت خلفه حتى انتهى
إلى البيت، فقال لها:
ادخلي إلى المرأة، وجاء حتى قعد إلى الرجل,
فقال له:
أوقد لي ناراً، ففعل، فأوقد تحت البرمة حتى أنضجها،
وولدت المرأة, فقالت امرأته: يا أمير المؤمنين, بشِّر صاحبك بغلام .
فلما سمع الرجل يا أمير المؤمنين, كأنه هابه، فجعل يتنحَّى عنه
, فقال له:
مكانك كما أنت ، فحمل البرمة, فوضعها على الباب،
ثم قال لأم كلثوم:
أشبعيها، ففعلت، ثم أخرجت البرمة، ووضعتها على الباب،
فقام عمر،
وأخذها، ووضعها بين يدي الرجل،
فقال:
كل فإنك قد سهرت من الليل، ففعل،
فقال عمر لامرأته:
اخرجي, وقال للرجل:
إذا كان غداً, فأتنا نأمر لك بما يصلحك، ففعل الرجل ذلك، فأجازه وأعطاه))
هذه صورة أخرى من صور رحمته رضي الله عنه، وصور حرصه على رعيته .
من مواقف أم كلثوم المؤثرة :
لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ،
فقام يمشي ،
فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ،
فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول :
ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
وأدخل ابن ملجم على الخليفة علي بن أبي طالب، فقالت له أم كلثوم :
أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟
قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت :
والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس .
قال : فلِم تبكين إذا ،
والله قد سممت السيف شهرا ،
فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ،
ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد،
وتوفي علي رضي الله عنه من أثر الضربة المسمومة ،
وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديدا.
أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
كان زيد بن عمر في غاية الجمال والوسامة،
وكان شجاعا وكريما قد أخذ هذه الصفات من والده
الفاروق ومن جده أبي الحسن، يقول عن نفسه: أنا ابن الخليفتين
(يقصد الفاروق وأبا الحسن)،
توفي شابا، وسبب وفاته كما يقول المؤرخون
أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه
رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه
وهي تقول :
يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة، وذلك أن أباها وزوجها وابنها
قتل كل واحد منهم في صلاة الغداة ثم وقعت عليه فقُبضت هي
وابنها في ساعة واحدة .
وحضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر،
فقال ابن عمر للحسن :
تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر
: بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
فتقدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيدا مما يليه ،
وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعا ،
وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|