[تكلم الفصحى]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الحبيطه      أحسنت اخي الكريمــ فيما توجهتـ إليـه نتمنى أن يكـون حديثنا بالفصحـى سواء في المنتديات أو على مستوى صعيد الحيـاة إلا أن هناك الكثير من المعوقات سوف نواجههاً من المجتمع أختــتم كم أتمنى أن يكون حديثي بالفصحى وأن أجيد قامــوسها الصحيح فهي ليست بتلك السهـولة ....! شكري وتقديري

بارك الله فيك أخي سعد
مشاركتك أسعدتني وبثت الأمل لديَّ في شبابنا، لأنه من الواضح أن لديك همة عالية، وطموحا باذخا..
ولكنني أقرأ في كلامك قليلا من التشاؤم..
وأنا واثق أنه سيتجدد الأمل، ويزول التشاؤم إذا تأملت في أمرين:
الأول: أن هذه المعوقات في غالبها مصطنعة، لأن السؤال المنطقي هو: ما هي هذه المعوقات تحديدا، فإذا عدَّدناها واحدا واحدا، فسوف نجد لكل مشكلة حلا.
والذي يؤكد لك أنها مصطنعة أن الناس يتمنون أن يعودوا للفصحى في حياتهم، وإذا سألتهم عن ذلك فستكون ردودهم إيجابية في الغالب، لكنهم يستدركون قائلين لكن في الأمر صعوبة!. والسؤال التالي: ماذا لو وُجِدَتْ حوارات جادة، وجلس الناس -عقلاؤهم- ليتحاوروا في هذا الأمر. لن نعدم أن يأخذنا عقلاؤنا إلى الصواب.
وعندما يأتي شاب مثلك لـ(يتمنى) أن يكون حديثه بالفصحى، وكان معه (آلاف) الشبان الذين يتمنون أمنيته، ثم يشاركوننا هذا الطموح في هذا المنتدى مثلا، أو يعلنون عن أمنياتهم بطريقة أو بأخرى، فلا شك أن هذا يشكل ضغطا على أصحاب القرار، وسنشهد بالتالي قراراتٍ مصيريةً تتعلق بتمكين اللغة العربية في أرض الواقع.

الأمر الثاني الذي إن تأملته رفع مستوى الحماسة في دمائك، وأشعل جذوة الأمل في حناياك:
أن العربية مشتقة من (عروب)، والعروب هي الزوجة الشابة التي تتحبب إلى زوجها، فكأن اللغة العربية تتحبب إلى سامعها بجمال الإيقاع، وحلاوة النغم، وحسن الجرس، وحروفها تملأ الفم، وتحرك كل عضلة من عضلات النطق.
وإتقانها سهل في المتناول، ما عليك إلا تجرب نفسك، وحدك، أو مع من يعذرك، ويتناغم معك..
وليس عليك أن تعرف الفاعل والمفعول، أو المبتدأ والخبر، أو الضمير والاسم الموصول.. هذه تسميات ومصطلحات، ولا تعدو أن تكون حديثا عن اللغة، وليست اللغة نفسها..
لا تعدو هذه القواعد والمصطلحات أن تكون وصفا للغة ، لنعود إليها وقت الحاجة، أما اللغة نفسها فشيء آخر..
دع عنك الأسماء واقصد إلى المسمى..
دع عنك الشكل وادخل إلى المضمون..
خذ نفسا عميقا ، ثم املأ بالعربية فمك، وحرك بها لسانك، وأدهش بها نفسك، قبل أن تُطرب من حولك.
تحدث في أي شأن..
في أي موضوع..
ولا تخش الخطأ، فكلنا خطَّاء..
جرب وحاول واستمتع بذلك..
استخدم التسجيل في الجوال..
سجل نفسك وأنت تنشد بيتا من الشعر.. أو تقول خاطرة خطرت على ذهنك.. أو تتلو آية أو حديثا..
تنشَّق عبير العربية
تنشَّق العربية
ثم تضوًّع أنت بعبير العربية
تذوق الفصحى
تكلم الفصحى
....
وبالتكرار والمران والممارسة والاستماع إلى المتحدثين الجيدين .. تصل
إن شاء الله
أشكر لك حماستك المتقدة، ومشاركتك المميزة