[تكلم الفصحى]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فيصل العدواني      إنّما غيابي ترتيبٌ لما أثقل كاهلي فوالله إنه من أجرئِ وأروع المواضيع التي قرأتُها ! لغتنا العربيّة .. تعيش اندثاراً متسارعاً ..وتهميشاً من المجتمع ..حتى أصبح يستصدر النّكات عليها ! لقد تفشّت اللغات العامّيّة والدخيلة في أبناء مجتمعنا .. تفشّي النار في الهشيم ! ويقفً أهل اللغة غالباً دهِشين مشدوهين ! وبعضهم يتخلّى عن لغته .. وينصرف إلى اللغات العامّيّة في شعرهـِ أو غيرهـ ؛ بُغيَةَ استحسان الجمهور !! إن الحفاظ على اللغة من أهم واجباتنا ..والتي نسيناها بكلّ أسف .. حتى أصبح دخول التخصصات الطّبّيّة أو غيرها يشترط إتقان لغةٍ غير لغتنا ! وأصبح البعض يهتمّ بتعليم ابنه للغة الغرب .. دون أن "يقيس" لغة ابنه العربيّة !! رأيكـ .. أكثر من رائع .. ويدلّ على حبّ للغة غير محدود .. وأنا معكـ .. في المنتديات أو في مواقع التواصل الإجتماعي : أصبح الكثير من الأشخاص يكتبون بلغةٍ ركيكة ..وغير مقبولةٍ أبداً !! حتى أنكـ بالكاد تجد اللسان الفصيح القويم ..! أرى أن أولى خطوات النجاح ..هي الإهتمام بما يؤثر على المجتمع في جوانب اللغة .. فالشعر الفصيح -مثلاً- في حالة ركود هذه الأيام ..والسبب هو تفشّي الشعر النبطي ..وحب الجمهور له؛لأنه يستعمل لغةً سهلةً وبسيطة ..وغير معقّدة ..وبعض شعراء الشعر الفصيح - هداهم الله - يستعملون لغة أهل الإختصاص .. وألفاظاً وتراكيباً صعبة على المجتمع .. فمن هنا .. أرى أن أولى خطوات النجاح : استعمال الشعراء لألفاظٍ تناسب جميع طبقات المجتمع .. وتكلّمهم عن مواضيع تهم المجتمع ... كما أن الإهتمام بالمواهب الأدبيّة من الشباب ..يساهم بكثرة في زيادة حب اللغة لديهـم .. الأمر الذي سيحبب الشباب في اللغة ! آسَفً على الرد الغير مأمول، والركيك، لكنّي دخلتً على عُجالة .. شكـرا لكـ ..من العُمق !

ما شاء الله..
أحسنت أخي ولا فض فوك..
مشاركة مهمة وغنية، وفيها نقاط غاية في الأهمية..
أسعدني ابتداءً وجودك في قافلة محبي العربية، لأننا نتقوّى بأمثالك من ذوي القلم السيال، والفكر الناضج، والعاطفة الصادقة.
• قلتَ: إن (لغتنا العربيّة .. تعيش اندثاراً متسارعاً ..وتهميشاً من المجتمع ..حتى أصبح يستصدر النّكات عليها !
لقد تفشّت اللغات العامّيّة والدخيلة في أبناء مجتمعنا .. تفشّي النار في الهشيم !
ويقفً أهل اللغة غالباً دهِشين مشدوهين ! )
وهذا توصيف صحيح، مهما بدا متشائما وقاسيا، لكنك آثرت أن تشخص الداء، وأن تكون صريحا، واضحا، حتى وإن كانت نتيجة التشخيص صادمة.
وأظنك لا تقصد باندثار اللغة موتها، وإنما تقصد به الأتربة التي تغطي الجوهرة الثمينة، فاللغة العربية باقية لا تموت، كالجوهرة التي لا تتغير، إنما يغيب عنا بريقها، بسبب ما علاها من التراب، فإذا أزيل عنها ما لحق بها، عادت إلى التألق واللمعان.
• حديثك عن الشعر الفصيح والشعر الشعبي في مكانه، حيث ذكرت أن سبب انحسار الأول هو تفشي الثاني. وكأنك تشير إلى أنه من الطبيعي أن يكون الشعر الشعبي سهلا ومستساغا لأنه يستخدم لغة قريبة من الناس، أو هو يستخدم لغة الناس نفسها.. وأحب أن أبيَّن أن تربية الناس على الشعر الشعبي دون أن يدوِّي في آذانهم روائع الشعر الفصيح، يُعد من أهم العوائق التي تحول بينهم وبين تذوق الشعر الفصيح والإقبال عليه.
• والحل الذي اقترحه- بالتوازي مع ما تقترحه أنت- هو تقليل جرعات الشعر الشعبي تدريجيا، وزيادة جرعات الفصيح شيئا فشيئا، حتى نصل بأذواقنا وأذواق أبناء المجتمع إلى مستوى من الذائقة لا يُستساغ معها إلا الفصيح، ويُطَّرح بالتالي الشعر الشعبي، والفصيحَ الركيكَ أيضا.
بارك الله فيك وفي عبارتك، وقد وعدتَ فوفيت، وقلتَ فكفيت. فلك الشكر على وفائك.