كرت دعوة الزواج
كرت دعوة الزواج
في السابق كنت أرى بعض من حولي عندما يصل إليهم كرت دعوة زواج يتذمرون وتنكمش وجوههم وكأن أحدهم يتناول ليمونة، فأستغرب متسائلا: هل هناك أحد لا يحب حضور حفلات الزواج..؟!
وبعد أن كبرت قليلا علمت أن لدينا عادة في بلادنا لدى أغلب الناس ألا وهي «العانية» أي مساعدة مالية من كل شخص للعريس، وليست اختيارية بل إجبارية، لذلك كان البعض يتذمر..
بالأخص من ليس لديه مال وقد تقدم له من قبل أبناء عمومته وعاونوه وجاء الدور عليه ليرد الدين..
ومن لم يعينوه ولا يملك وقتها المال وسيتزوج لابد أن يعينهم ليقفوا معه، ثم يعيدها على مهله في مناسبات أخرى، سلسلة طويلة ولابد أن يكون لها ترتيب، ورغم ذلك تبقى عادة جميلة سهلة على من يحب مساعدة الآخرين ولديه المال الكافي، لكن من هو عكس ذلك يتعذر عن حضور المناسبة بأي حجة غير مسموح له طالما وصله الكرت الذي كلف صاحبه ولا يرضى أن يلقي به.
في ظل وسائل التواصل الحديثة العديدة.. كمواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك وتويتر وغيرهما» حينها يضع إعلانا يدعو فيه جميع من هم في إضافته، أو من خلال خدمة البي بي أو الوات سب وأقلهم خدمة أو أسرعهم عبر رسائل s.m.s، وكلها وسائل يعزفون عنها خوفا من أن يستطيع صاحبها أن يقدم عذرا..
بأنها لم تصله أو أنه لم يعد يدخل للفيس بوك أو التويتر أو أن خدمة البي بي متوقفة والعديد من الأعذار التي لا حصر لها، ولكن من خلال الكرت الذي يقدم بيد الشخص، لا مجال له من التهرب،
وكما أنه أصبح نوعا من أنواع الوجاهة والجميع يتفننون متنافسين في تصميم الشكل الأفضل، لكن لا داعي للتحسس من هذا الموضوع فعلاجه موجود وكما يقال «الفلوس تعدل النفوس» وهنا الفلوس أي المال سيطرد هذه الحساسية عندما تشعر به عند تقديمك العانية لابن عمك ومن ثم يعود إليك ويقدمها لك، ومن تقف معه اليوم سيقف معك غدا، وإن لم يقف فالخير محفوظ، وطالما التعاون موجود فليس للحساسية وجود.
بقلم علي المطيري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|