رد: مسافه حوآآر -- بيني وبين العضو Saudia2004
[OVERLINE]صراع اطفال ..
قال الشيخ واصفا زرقة البحر:
" أللبحر ما لدى الباقين من توسع
نحو الأعالي ؟"
كان سؤالا بدهياً ألقاه على أسماع
العامة من دهماء الشعب.,
هل ينخفض أم أنه يا ترى ممسكا
بتلابيب التموج في الإرتفاع وفي
الهبوط.؟
البحر هو البر لكنه جسم قديم..
يختلف المفسرون عليه
سقطت آخر معاقل الروم
حين انبجست كروم التين في الناصرة..
ولم نربح سوى أداة التعريف والتنكير
, اللغة أم البشرية الأولى., ومنها وقع
حوافر الأفراس., وفيها تتمعدن الإصطبلات
., شاهرا سيفا ودرعا في وجوه البحارة
العمال على صاري السفن القديمة., أيها
الطفل الرضيع:
"جاشت اليك المراثي كلها
وتقلبت فيك سبابة الكاهن الموبوء بالطاعون
., وترا يشده إليك ابن عم لك قد احترقت
أوراقه؛ فلتأت دون أن يدري أحد أن تأتي.
لتشرب كأس الحليب المضمخ بتراتيل العهد
القديم، رافعا كفيك تدعو فاطر المحسوس فيك
أن يمضي إلى غايتك ويحققها..
لكن استفساره عن ماهية البحر كان أمرا
أدعى للتريث والوقوف على شاطئ يتكسر
بين متناذرتين.. الغرق المفترض في سراب
كله أمهات, وهل يجد رائحة للنعيم هناك
حيث أبديةٍ لا نفع فيها غير التمدد لما يسفر عنه
الحاضر العبثي.. من رسالة هامة أرسلها خليفة
العرب إلى والي الشام يحضه فيها على الاستسلام.!
كل ذلكم لا يعني شيئا أمام هذا الكائن الأسطوريّ..
إنه يتوعد من لا يلين له ولا يستكين.. ليل لا يلي
مرافئ تخبئ قشور العذارى في سلة المهملات..
وتختفي حيث لا يكون إلا المجهول..!!
أيها الطفل هل لك من جولة كي ترمم ما تبقى
من عاد أو ثمود.؟
أطلال روما تلقي بظلالها على هذا الدرب البعيد
وكأنني أسمعك تردد جوابا غير واضح
لكنه حتما كان يتوعد من يقترب من
شاطئ الذكريات أنه لجة ما لها من قرار
غريب أنت أيها البحر,
كيف يمكن لي أن أتفهم موقفك من الإرتداد
إذا لم أكن أستطيع أنا أن أشرح للصبيان أنك
شبح لا يمكن الوثوق به كثيرا.. لا يمكن التعويل عليه..
من يجذب من
من يسمع من
ماذا تقول الآلهة للصياد فوق القارب الخشبي؟
أجهزة تتنصت وأبخرة تتصاعد
يزفر زفرة
أرقى أنت من نبات العليق
تدري أو لا تدري
مروع أنت في أبهة المجد
ناسك في معنى أتم
ولكن البحر لا يهدأ أو بالأصح
لا يريد أن يكون مطمئنا على حال واحد
إنه الطبع يغلب التطبيع وهذا ما نحن
بإزائه.. أشرعة تسيرها الرياح كيفما تشاء
لا يظهر غير رأس الجبال المخيفة للرائي
أيها الطفل الذي يحتضن الآن ألعابه
كفى أن تغرز سيفا أمام الأزرق المعتد
بحار كثيرة من أودية بطعم العصر الفاني
جدتي في قبضة الشرطي
والشرطي في قبضة الآلهة
ليس من زنزانة بحجم الغرفة الأولى
جلبة ترتعش لها أذهان شتى
وآخرون في محرابهم يتسكعون بشمع باهت
"ليس للبحر وجه صارع عدا كونه بحر
تمتمات جد مريبة
يترنم بها شيخ وظله يسبقه/
البحر هو الرقم الأصعب في أوهامنا
البحر سلسلة من المتطوعين الخلص
أصداء البحر تدوي في كل مكان
ترتد إلى صدر الشيخ العجوز كثيرا
البحر أن تستسلم لوقع الحافر المحفور.
الشيخ يختفي
المساء يخيم
[/OVERLINE]
|