الموضوع: العين حق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-01-2012, 11:50 AM
الصورة الرمزية سعد الحبيطه
سعد الحبيطه سعد الحبيطه غير متواجد حالياً
اداري
 






سعد الحبيطه is on a distinguished road
افتراضي العين حق

العين حق









العين حق كلنا يعرف ذلك .. تراثنا وتراث آبائنا وأجدادنا ,
حكى لنا العجب العجاب من قصص العين و ( الحسد )
و ( النحت ) و( النضره ) , كما يسمى بمختلف لهجاتنا المحلية ..
كان يشاع دائماُ أن العائن قديما يطلق تشبيها على مايعينه ,
وهذا سبب العين , فهو يثير الإنتباه إليها , وعادة ماتكون هذه
التشبيهات طريفة ومضحكة .. وقد يعين الشخص نفسه أو
أبناءه وأحباءه , أو أيا كان ممن لا يعرفهم .. وهذا بلاء لذلك
كان بعض الناس قديما يقيمون صلاة الميت على العائن ليكف
شره عن الناس ..

حكاية طريفة لرجل في بريده ( نضر ) أو عان نفسه , أو أصاب نفسه
بالحسد , يتداولها آباؤنا .. تقول الحكاية :
كان للرجل بستان نخيل يرعاه ويأكل منه , وذات مرة صعد
كالعادة أعلى النخلة لـ ( يخرف ) أي يجني التمر : فجاءه
عصفور يغرد يبحث عن تمرة يسد بها جوعه , فضحك الرجل
وقال للعصفور : ( أرجع ترى عصفورها فيها ) !!! ويقصد نفسه ..
فأنقصفت ( عسبان ) النخلة تحت قدميه وسقط شر سقطه ,
وأصاب نفسه إصابات بالغة !

والحكايات كثيرة , فذاك رجل آخر كان له صديق غاب عنه
مدة طويلة , وبعد أن جاء للسلام عليه سأله عن أولاده ,
فأشار إليه الرجل قائلا : ذاك ابني الذي يلعب مع العيال ..
فلم يميزه صديقه : فقال أي واحد منهم ؟ فقال الرجل : ابني
هذاك .. ( اللي مولع النور ) ! ويشير بذلك إلى سعة عيون ابنه
وكبر حجمها فسقط الطفل من وقتها يصرخ من عينيه !
وكان العائن مشهورا قديما في قريته أو حيه , وقد يستعين به
البعض لحل مشاكلهم وأزماتهم .

وهؤلاء مجموعة من الحجاج في الطريق إلى مكة تعطلت
بهم السيارة , ومعهم أحد العائنين , فمرت من جوارهم سيارة
أخرى وطلبوا منهم المساعدة فرفضوا ومشوا تاركين هؤلاء
وراءهم , فغضبوا وقالوا للعائن ( وقفهم يافلان ) فقال
بثقة : أي شيء تريدونني أصيب ؟ العجلات الأمامية
أم الخلفية ؟ إصابة خفيفة أم قوي ؟ فأستدار لأصحابه
قائلا : ( والله ماتعدون ها الأثلة ) والأثلة نوع من الشجر
الصحراوي , وماهي إلا ثوانٍ حتى تعطلت سيارتهم !
وجاء آخرون أنقذوا أصحاب العائن , ومروا من أمام السيارة
الأخرى شامتين ضاحكين ..

والعجيب أن غالبية من يشتهر بالعين هم من كبار السن , فقد
كانوا يجلسون في مكان ما من ساحة الحي القديم يسمى
( المشراق ) وهو مكان يسلط عليه شعاع الشمس لوقت طويل
يجلسون فيه يراقبون الرائح والغادي , ويتناقلون الأحاديث
والأخبار .. وهناك أيضا مكان مخصص لإطلاق قذائف العين !!

وحكت لي جدتي عن وجود مجموعة من هؤلاء في قرية
آبائها قديما , وقد أصابوا بقرة العائلة بعين لا فكاك منها ,
فهي بقرة حلوب وتلد كثيرا .. فما لبثت أن علقت المسكينة
بباب الدار الخشبي الضيق وماتت هناك وهم يتحسرون
عليها .

وقصص العين كثيرة , فكم فرقت بين المحبين وكانت سببا
في كثير من الأمراض والمشاكل , لكن الطريف منها نرويه
على سبيل ( العظة ) أما المأساوي فندعو لأصحابه بالشفاء
والسلامة ..

ومن القصص المتداوله كان هناك قديما مجموعة شيبان في مجلس

بيت طين الضحى في وقت تكاثر العصافير وأثناء تبادل الأحاديث فيما بينهم

أزعجهم صوت فرخ عصفور في عشه في سقف المجلس و قال أحدهم

موجها حديثه لفرخ العصفور وراك توصوص وأنت فوقك ريش وتحتك ريش

وخلال ثواني يسقط الفرخ في نار المجلس مباشره.

ومن طريف مايروى أيضا .. رجل عائن كانت
له زوجة جميلة .. وكان يحب النظر إليها , وهي تكره أن
يستدعيها لغير حاجة , فيعطلها عن طبخ الطعام أو رعاية
صغارها , فكان يناديها , ثم إذ أقبلت عليه أطلق عليها العين
فأوقفها مكانها ليتأملها !! ثم تركها لشأنها !!
ورغم ( خيالية القصة ) إلا أنها مضحكة وتدل على
ميل طبيعي في البشر لتصديق الأشياء التي مثل العين من
غيبيات لشغف النفس بها , وأيضا ارتباطها بالغرابة والمتعة .


أحد المزارعين كان يستريح في حقله , وحوله دجاجته
وفريخاتها الصغار يأكلون ويتفرقون هنا وهناك فأغار عليه من الجو
فجأة ( حدأة ) وهي طير جارح كالصقر فألتقطت
الدجاجة بين مخالبها وطارت .. فقفز المزارع صارخاً : اهب
عليك ..! ( ويقصد بكلمة اهب الحسد ) أهب عليك أخذت
الدلة وتركت الفناجيل ! وكأنه يصور الدجاجة بدلة القهوة
وفريخاتها كالفناجين من حولها , فكان تشبيها مضحكا لكنه
موفق , حيث لم تأخذ الحدأة فرخا صغيرا , بل دجاجة كاملة .
الطريف أن الحدأة من قوة هذه القذيفة العينية ارتطمت
بنخلة عالية وسقطت ميتة , ونجت الدجاجة من بين مخالبها ,

وعادت لفريخاتها سالمة .

م،ن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
سبــحان الله وبحـمده سبحــان الله العظيـم



أخر مواضيعي
رد مع اقتباس