****
حين ارتدت معطفها.. أنبأني شيء ما أنني لن أراه ثانيةً.. بلمح البصر اتخذ قراره , فلم أرتو بعد من جسد الغريبة.. كان الثمن غالٍ لقاء ما تحصلت عليه سوى التخلي والتنائي.. فيا أميري الضائع في شرايين دمي ’ هل تعلم كم انتظرتك على محطات المرافئ.. فإليك تنتحب القصائد وتحاكم بالأبدية في سجن رهينة آثامها العديدة.. فأصبحت أكره الحظ الذى أتى بك إلى عالمي والخيال.. فإني بت أصدق أنك سوف تأتي وتخلصني من هذا الجحيم الذي أقبع فيه , فمن أنت بالنسبة إلى ذاكرتي لتأتي ثم تمحو ما خطته رمال الأعداء.. إنك في شك من المحنة التي تقع على رؤوسنا.. فيا أمير ظلامي:
ألم تعد تسمع ندائي الأخير ؟ ولم تتجاهل هذا الخواء.؟؟
فها أنا أصارع على البقاء وأنت في مجونك ! سحقا للمصيبة التي أوقعتني بها..
تمايلت غصون الصنوبر في مواجهة مع ندف الصقيع.. فمن قال لك أنني أحتاج إلى همسة منك تسري عني ما تمر به أيامي المعدودة , وضعت لك الأنجم في يديك فتركتها لترحل قبل أن نخوض في حديثنا.. قد أزفت ساعة بعدها يكسرهم شموخي لأنني عشقتك وتعلمت منك أن أصبر في سبيل أن نرتقي بذائقتنا قليلا.. مناح خطيرة فهل أنا لا زلت كسابق العهد في قلبك؟ أنام بين جفناك وتغمضهما من أجلي كي أرتاح في وارفها؟ هل تنتظرني بلهفة كما كنت تفعل أم أنه يا ترى طيش الصبا؟ أسئلتي لم أجد لها جوابا بعد ,
على سفوح الجبال رأيت طيفك يجوب الدنيا على صفارة إنذار الحريق , وفي خفقان الأجنحة المهاجرة.. من أين يمكن لي أن أجمع شتات ما تبقى من أنوثتك الطاغية ؟ وهل بالإمكان أفضل مما كان من سالف العهد الأول ؛ فلقد تخطينا مراحل التمني وصرنا نتلمس الشتاء عله يستمر إلى أبد الآبدين.. أرحنى على سبابتيك فقد مضى زمن الصمت إلى غير رجعة وولى الإنسحاب من أدراجك العتيقة.. كم أحببتك عندما شطبتني من قائمتك السوداء.. فأنا أريد حريتي الخالصة , نبذتني الأرصفة فغدوت أشبه ما يكون بالمعلم التذكاري أو النصب الشامخ .. أرجوك يا نصفي الثاني أن تعيد إلي رحيق العمر الذابل.. وأن تتكرم وتتلطف لتنير لي طريقي نحو الحقيقة