رد: القطيعة بين الأرحام
اسئلة يجيب عليها لشيخ بن باز رحمه الله : ( للفائدة)
قطيعة الرحم إذا كانت مؤذية
إنني متزوجة من رجل يعرف الله ويخشاه ويصل رحمه، إلا أنه لا يصل عمته، وسببه في ذلك هو خوفه من المشاكل؛ لأنها لا تترك أحداً في حاله، وتحاول أن تثير المشاكل بيني وبين أهل زوجي، وفي كثير من الأحيان لا يسلم الناس منها، فزوجي لا يزورها أبداً خوفاً من ذلك، وأنا أقول له: بأن عليك أن تزورها، وأن تصل رحمك ولو كان في ذلك مشاكل،
الزوج ينظر في الأمر إذا كانت عمته تؤذيه وتؤذي أهله، وإذا زارها حصل عليه ضرر بذلك فلا حرج عليه؛ لأنها هي قاطعة هي المؤذية فلا حرج عليه، أما إن كان يستطيع صلتها بالمال إن كانت فقيرة أو بالسلام بالهاتف أو بالمكاتبة أو يزورها بالسلام ولكن لا تأت إلى بيته، يقول: لا تأتينا لأني أخشى من مجيئك مضرة علينا، أو أنا أصلك بنفسي، فلا حرج عليه، يصلها بنفسه ويحسن إليها، وهذا هو الواجب، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعته رحمُه وصلها)، فالواجب عليه أن يصلها بالمال وبالكلام الطيب والزيارة والمكاتبة أو بالهاتف ويكفي هذا، وإذا منعها من بيته لأنها مفسدة بالكلام السيئ أو بالسب أو بالغيبة والنميمة هو معذور إذا منعها من بيته. بارك الله فيكم
صلة الأرحام الذين أخلاقهم سيئة، ويغض الوالدان من زيارتهم :
أنا شابٌ ولله الحمد ملتزم بدين الله تعالى، وأعيش في أسرتي المكونة من الوالدة والوالد وإخواني، ولنا أقارب في نفس المكان الذي نحن فيه، ولكن هؤلاء الأقارب وأسرتي في خصام وقتالٍ دائم، والكل منهم لا يرضى عن الآخر، مع العلم بأن هؤلاء الأقارب على أخلاقٍ سيئة، ومعاملتهم معنا سيئة، وأنا أقف حيران، إذا ذهبت إليهم لأصل ما أمر الله بوصله من صلة الرحم غضب الوالد والوالدة، وإذا لم أذهب حتى أرضي والدي ووالدتي أخشى من عقوبة قطيعة الرحم، فبماذا توجهونني؟
إذا كان الأقارب عندهم منكرات ظاهرة يستحقون عليها الهجر فلا تذهب إليهم، لكن لو ذهبت إليهم للنصيحة والتوجيه إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا طيب لعلهم يهتدون ولو ما أعلمت والديك، فإذا لم تجدِ النصيحة ولم ينفع فيهم التوجيه فحينئذ يشرع هجرهم لإصرارهم على المعصية، ومع ذلك ترضي والديك بهذا الأمر، أما إذا رجوت أن الله ينفعهم بنصيحتك وتوجيهك فاذهب إليهم وانصحهم وأمرهم بالمعروف وانههم عن المنكر لعل الله يهديهم بذلك، ولو لم يرض والداك، لكن إذا تيسر إخفاء ذلك عن والديك فاجمع بين المصلحتين فحسن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف)، فإذا ذهبت إلى أقاربك للنصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا عمل طيب ومشروع، ولو لم يرض والداك لكن إذا تيسر أن تخفي ذلك عنهما فتجمع بين المصلحتين بين إرضاء والديك وبين القيام بما شرع الله لك من النصيحة والتوجيه فهذا كله حسن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|