بسم الله الرحمن الرحيم
التلاعب بالأنساب كفر فاحش فحينما ينسب الإنسان نفسه لغير أبيه أو إلى جد غيرجده أو إلى قبيلة غير قبيلته ويدخل في قوم هو ليس منهم يريد الكرامة أهانه الله وذلك بتزوير الوثائق والعبث في الأنساب حسب ألأمزجة والأهواءفعليه لعنة الله ورسوله والناس أجمعين فالأنساب لا تساوي عند اللهشيئا ما لم تقرن بالتقوى فلن يعلو الإنسان بنسبه ويوم القيامة لا ينفعه سوى عمله بقوله سبحانه: ( فإذا نفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) وإنما هو للتعارف وليس للتفاخر وقال تعالى كذلك (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فما ضر بلالا حبشيته فهو في الجنة يتقلب كيف شاء وما نفع أبو لهب قرابته من رسول الله وما نفع أبو جهل نسبه بأنه من صميم العرب وهما في الناريتقلبان وهل ينفع نبي الله نوح عليه السلام إبنه يوم القيامة أو نبي الله إبراهيم عليه السلام أباه.
ولكن يجب على الإنسان أن يتحرى نسبه ولا تأخذه الأهواء أو القوة أو الجاه مأخذا يرديه فقد نقل عن الصحابي أبو ذر جندب بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يدَّعي لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليسمنا وليتبوأ مقعده من النار ومن قال لرجل يا كافر أو يا عدو الله وهو ليس كذلك إلاحارت عليه(.
فهل يلتقي الكفر بالإيمان والظلام بالضياء في قلب واحد؟! شتان شتان
لكن يحثنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أن يعرف الإنسان نسبه ليصل رحمه فقال: ( تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم ).
وقال: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر).
وقال: (إعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة).
وقول عبد الله بن عمر بن الخطاب:( تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم فرب رحم قطعت لجهل صاحبها).
وفي وصية الإمام علي بن أبي طالب إلى ولده الإمام الحسن يوصيه فيها: (يا بني أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي تطير فيه وأصلك الذي إليه تصير ويدك التي بها تصول ولا يستغنى الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال فإنه يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهى أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه وأعظمهم عليه إذا نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة وإنك بهم تصول وبهم تطول فهم العدة عند الشدة أكرم كريمهم وعد سقيمهم وأشركهم في أمرك ويسر عن معسرهم).
ويقول إبن خلدون إن أهل الأرحام لن ينالهم ضيم أو تصيبهم هالكة فإذن صلة الرحم أمر طبيعي بين البشر إلا في الأقل ومن صلتها النعرة على ذوي القربىوإن القريب يجد في نفسه غضاضة من ظلم قريبه والعداء عليه ويود لو يحول بينه وبين ما يصله من المعاطب والمهالك*
إن العربي الجاهلي لم يدون أنسابه في كتاب وإنه كان عن طريق الحفظ والشفاهة واشتهر بعض منهم بهذا العلم الشفوي ونقل عنهم علماء النسب كإبن الكلبي وإبن هشام والهمداني وغيرهم ولهم جهود مميزة في حفظ الأنساب لكن هناك بعض الهنات والروايات الضعيفة في مروياتهم.
فيا إخواني النسابين والقارئين هذا ما توصلت إليه خلال بحثي وتحقيقي والله أعلم.
اللهم إنا نسألك العصمة من الزلل والسداد في القول والعمل وسلمنا وسلم منا واشرح صدورنا ليفقهوا قولنا ونور قلوبنا لإستيعاب الحق وارض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
*مقدمة ابن خلدون
عشيرة بنو مفرج أو البو مفرج في العراق
لقد ذكرنا في كتابنا عشائر بن مفرج القحطانية والعدنانية بأن هناك العديد من عشائر بنو مفرج القحطانية النسب والعدنانية في العالم العربي وبينا إنتماء كل عشيرة أو قبيلة فظهر لنا أنها متفقة إسما ومختلفة جذما أي كل منها مختلف في الإنتماء.
وخلال بحثنا ثبت لدينا أن بني مفرج أو البو مفرج في العراق ينتمون إلى عشيرة واحدة وإلى جد واحد وهو مفرج وأن له من الأبناء ثلاثة هم عيد وصالح ومحمد (عابر) وكل من ينتمي إلى هذه الأفخاذ الثلاثة يلقب بالمفرجي.
تتكون العشيرة من أفخاذ وبيوتات وليس لها رئيس عام سابقا وليس لهم أرض ثابتة فقد نسبها الكتاب والمؤرخون كل حسب مبتغاه وهواه فمنهم من يراها فخذا من قبيلة العبيد وأنشأ مشجرا بذلك ومنهم من يرى أنهم أولاد عمومة للعبيد وأنشد شعرا بذلك. (التحقيق لاحقا)
ومنهم من يرى أنهم من أمراء طي من بنو مفرج وهؤلاء أيام الدولة العبيدية وهم أبناء مهنا بن مانع بن جديلة بن فضل بن بدر بن آل ربيعة بن علي بن مفرج بن بدر بن سالم بن قصه بن بدر بن سميع ويدعون آل فضل. (تشجير الدولة)
ومنهم من يرى أنهم من آل ربيعة الطائية من مفرج بن دغفل بن ربيعة بن حازم بن على بن مفرج بن دغفل بن الجراح وأنشأ مشجرات بذلك. (التحقيق لاحقا)
وذكر النساب غزال مهدي المساري في كتابه المسارة الطائية في العراق وعشائر سنبس الأخرى أن البو مفرج في العراق هم من عشائر سنبس.
ويرى المرحوم عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق أن البو مفرج في الحويجة وفي ديالى هم من الموالي وأن البو مفرج في الفرات الأوسط هم فخذ من قبيلة آل فتلة وأن البو مفرج في الحلة هم من السدة البكارة وأن البو مفرج في جزيرة الرمادي هم من قبيلة الدليم.
ويرى التقرير السري لدائرة الإستخبارات البريطانية عن العشائر والسياسة أن البو مفرج في اليوسفية هم فخذ من الفداغة.
وقد أتفق البعض من أفراد العشيرة بأنها تنتمي إلى قبيلة مفرج بن مالك بن زهران وأنشأوا مشجرات بذلك. (التحقيق لاحقا)
ولقد ظهر مؤخرا كتاب سلالات إمارة الآوس وبطونها للشيخ جاسم محمد راضي والذي يقول فيه أن البو مفرج تعود إلى مفرج بن علي بن الحسين الملقب بالدباغ من قبيلة الآوس.
ومنهم من يرى أن بنو مفرج في العراق هم من الأشراف من أبناء مفرج بن معد من ذرية إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق. (التحقيق لاحقا)
وللأمانة التاريخية ولإظهار الحقيقة حول هذا النسب قمنا بالتحقيق حول كل رأي إيجابا وسلبا وظهر لنا أن عيد وصالح ومحمد(عابر) وفق الكتب والمشجرات هم أبناء مفرج بن معد لأنه الوحيد الذي لديه الأبناء الثلاثة.
وعليه نسرد لكم هذا البحث مع الوثائق والمشجرات ونرجو من الله العزيز التوفيق والسداد