الموضوع
:
قصة ثعلبة رضي الله عنه
عرض مشاركة واحدة
09-02-2012, 12:08 AM
#
4
عبدالرحمن الخزمري
رد: قصة ثعلبة رضي الله عنه
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/329-331) وفي "معرفة الصحابة" (1/498) – ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/121) .
ورواه الخرائطي في "اعتلال القلوب" (272) ، ومن طريقه ابن قدامة في "التوابين" (105-108).
ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" (ص/51) .
وابن مندة مختصرا - كما في " الإصابة " لابن حجر (1/405) -:
جميعهم من طريق : سليم بن منصور بن عمار ، ثنا أبي ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما...فذكر القصة .
إلا أن رواية الخرائطي ليس فيها ذكر قوله تعالى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
وهذا الحديث ضعيف ، فيه عدة علل :
أولا : سليم بن منصور بن عمار لم يوثقه أحد من أهل العلم توثيقا صريحا .
قال ابن أبي حاتم رحمه الله :
"روى عنه أبي ، وسألته عنه فقلت : أهل بغداد يتكلمون فيه ؟ فقال : مه ، سألت ابن أبى الثلج عنه فقلت له : إنهم يقولون : كتب عن ابن علية وهو صغير ؟ فقال : لا ، كان هو أسن منا" انتهى .
"الجرح والتعديل" (4/216) .
وقال الذهبي رحمه الله :
"تُكُلِّم فيه ولم يُتْرَك" انتهى .
"المغني في الضعفاء" (1/285) .
وقد ذكر بعض أهل العلم أنَّ له متابعا ، ولكنها متابعة ضعيفة أيضا .
قال ابن عراق رحمه الله :
"سُليم توبع ، فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه فقال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني ، حدثني جدي ، حدثنا منصور بن عمار . وهذا الطالقاني ما عرفته" انتهى .
"تنزيه الشريعة" (1/349) .
ثانيا : منصور بن عمار الواعظ .
كان إليه المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .
قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .
انظر: "ميزان الاعتدال" (4/187-188) .
ثالثا : المنكدر بن محمد بن المنكدر
قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ . وعن يحيى بن معين : ليس بشيء . وقال مرة : ليس به بأس . وقال أبو زرعة : ليس بالقوي . وقال أبو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطأ ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه . وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف . ولخص الحافظ ابن حجر في "التقريب" الحكم عليه فقال : لين الحديث .
انظر: "تهذيب التهذيب" (10/318) .
رابعا : وفي الحديث علة في المتن أيضا :
فالآية المذكورة في الحديث : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) الضحى/3 ، نزلت في مكة قبل الهجرة ، وفي هذا الحديث ما يدل على نزولها في المدينة بعد الهجرة ، وهذه مخالفة منكرة .
وقد حكم عليه ابن الجوزي رحمه الله بأنه موضوع فقال :
"هذا حديث موضوع شديد البرودة ، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله : (وذلك حين نزل عليه : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف ، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة ، وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء ، منهم : المنكدر ، قال يحيى : ليس بشيء . وقال ابن حبان : كان يأتي بالشيء توهما ، فبطل الاحتجاج بأخباره . ومنهم : سليم بن منصور ، فإنهم قد تكلموا فيه" انتهى .
"الموضوعات" (3/123) ، ووافقه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/416) .
وقال ابن الأثير رحمه الله :
"فيه نظر غير إسناده ، فإن قوله تعالى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) نزلت في أول الإسلام والوحي والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة فلا يجتمعان" انتهى .
"أسد الغابة" (1/358) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"قال ابن مندة - بعد أن رواه مختصرا - : تفرد به منصور . قلت – أي الحافظ ابن حجر - : وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر ؛ لأن نزول (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) كان قبل الهجرة بلا خلاف" انتهى .
"الإصابة" (1/405)، ونقله السخاوي وأقره في "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" (152).
والحاصل : أن هذه القصة سندها مسلسل بالضعفاء ، وفي متنها ما يدل على نكارتها ، فلا يجوز روايتها ولا التحديث بها إلا مع بيان ضعفها ، وكونها تتعلق بالرقائق لا يجيز التساهل في شأنها ، لأن إسنادها شديد الضعف ، وقد اشترط العلماء الذين أجازوا رواية الحديث الضعيف في أبواب الرقائق ألا يكون شديد الضعف ، وليس فيه ما يستنكر .
http://islamqa.info/ar/ref/145797
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
مَن لآ يملِك
السعآدَة
في نفسِه فلنْ يجدهآ في
الخآرجْ
،
لِذآ تعلّم كيفَ تكونُ
سعيداً
حتى لَو كنت
وحِيداً
.
فإذآ
أسعدتَ نفسَك
إستطعت إسعآدَ مَن هُم حولِك ،
فَ
التغيير
يبدأ
مِن
الدآخِل
!
أخر مواضيعي
عبدالرحمن الخزمري
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها عبدالرحمن الخزمري