[justify][justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اعلم هل للاخرة عندنا اعتبار ومعنى واهمية؟
اسمحوا لي اخواني رواد مجلس بالخزمر الكرام على استهلال موضوعي بهذا السؤال الذي
ربما يستغرب البعض من طرحه ونحن ندين بالاسلام ونؤمن بان هناك حساب وجنة عرضها
السموات والارض وثمنها غالي وتحتاج الى تضحيات وتنازلات وغض الطرف عن بعض التجاوزات
ومن اعظم الحسنات الايثار والتضحية كما قال جل في علاه:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
ومن اعظم الحسنات ايضاً السخاء والكرم والبذل والعطاء فقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم السخي كما في الحديث الشريف:
(السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار
والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار
ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل وأكبر الداء البخل)
الراوي:أبو هريرة المحدث:ابن جرير الطبري - المصدر:مسند عمر- الصفحة أو الرقم:1/100
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
وعلى عظم هذه الأيات الكريمه والاحاديث الشريفه ولكننا نرى في قرى بالخزمر من يعمل عكسها تماماً
فتجد الشخص يبخل على جاره وربعه في نصف متر يتبرع به لوجه الله من ارضه الموازيه للطريق ليصل اخوانه الى املاكهم بسياراتهم
فيستطيع من لايملك بيتاً ان يبني له ولعائلته بيتاً يأويه ويستره ولكنه للاسف يرفض حتى لو اعطوه مقابل مادي وترى البعض يعترض لو اراد شخص اخر التبرع من حر ماله ويوقف اي مشروع نافع لغيره من المسلمين المتضررين
الذين لا يملكون ارضاً يبنون عليها ولا حل لهم الا بفتح طريق او توسعة ما يسمى بطريق الرجل فيحتاجون الى متر او مترين من كل ملك على
هذا الطريق وعندما يتبرع البعض يأتي احدهم فيعترض او يرفض اعطائهم جزء من ملكه صدقة جارية الى قيام الساعة ولكنه يؤثر الدنيا على الاجر العظيم
من رب كريم ونسي ان الله سيجزيه خير منها ولكنه الخسران المبين ولو علم ان من يورثها لهم لن ينفعوه او يتصدقوا عنه وربما باعوها بعده بابخس الاثمان
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه "بيرحاء" (اسم بستانه من النخل)،
وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب.. قال أنس:
فلما أنزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92].. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإن أحب أموالي إلي "بيرحاء".. وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَهَا عند الله..
فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخٍ!! ذلك مال رابح! ذلك مال رابح!..
وقد سمعتُ ما قلتَ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقال أبو طلحة:
"أفعل يا رسول الله".. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه..
يذكر الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم فيقول: إن يتيمًا خاصم أبا لبابة (رضي الله عنه) في نخلة، فبكى الغلام، فقال النبي صلي الله عليه وسلم له: - أي لأبي لبابة - أعطه إياها ولك بها عذق في الجنة.. فقال: "لا".. فسمع أبو الدحداح (رضي الله عنه) فاشتراها من أبي لبابة بحديقة له!!، ثم قال: "يا رسول الله، ألي بها عذق إن أعطيتها اليتيم؟؟" قال: "نعم".. ثم قال: "كم من عذق معلق في الجنة لأبي الدحداح!"..
ثم مرت الأيام وذهب أبو الدحداح، وذهب الغلام، وذهب الحائط، وذهبت النخلة، ولكن ماذا بقي؟... بقي عذق أبي الدحداح في الجنة.. {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} [سورة النحل: 96].
دمتم بحفظ الله ورعايته
[/justify][/justify]