[سالم الحكمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تصل الى مجموعة من الناس في مجتمع ما , وتجدهم يعيشون في مستوى متردي فكرياً أو اجتماعياً أو إقتصادياُ فأنك ترأف بحالهم و تحاول جاهداً ان لا تظهر في أعينهم كأنك الرجل الثري اذا كانوا فقراء ,او المتعلم اذا كانوا جهالاً و هذا كله من المواساة و المحافظة على مشاعر الآخرين. ولكن سرعان ما تكتشف ان هؤلاء الناس لا يلقون بالاً لأي شيء فلا يكترثون لوضعهم و لا يكلفون انفسهم مجرد التفكير فيه و هذا بلا شك يدفعك للاعتقاد ان هؤلاء الناس لا يعرفون كيف يعيش الناس في الجوار ولذا فهم معذورون ! و تسلي نفسك بقول الشاعر " اذا كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ و ان كنت تدري فالمصيبةُ اعظمُ", فهل هذا يعتبر غريباً او شاذاً ,,حسناً ,الداهية الدهياء و الطامة العمياء هي عندما يكتشف اخونا الزائر ان هؤلاء الناس يظنون انفسهم افضل من غيرهم! تخيل يا اخي الكريم؟ فلعمري لقد جمعو ابين مثلبتين " فقراً و كِبراً" و للاسف ان هذا حاصل في مجتمعنا السعودي و هذه وجهة نظر خاصّه ,عندي ما يبررها و هنا ارتجز ابيات الشاعر العراقي بدر شاكر السياب عندما رثى العراق فقال :

ايكفينا من الدولاتِ انا ,,,,,,,,,,,تُعلقُ في الديار لنا البنودُ
و أنا بعد ذلك في افتقارٍ ,,,,,,,,,, إلى ما الاجنبيُ بهِ يجودُ