[لؤي بن طليحان]

تظل على ما هي عليه من شرود وتفكير , جالسة على حصيرها أمام المجهول.. تحسب كثيرا لما يتأتى لها ألف حساب.. تنظر إلى أشيائها المبعثرة فتقع عيناها على ساعه اليد الثمينة فترفعها بعيدا عن الأعين.. تقول في نفسها أن ما يلزمها هو الإطمئنان على صحة أهلها قبل التفكير مليا بما يحدث لها.. فتنز من عيناها دموع جمة.. تندم على سالف الأيام فتخط خربشات على طاولة بالأمس كانت للتحصيل العلمي,, ترسل ناظريها للسماء معلقة آمالها إلى ربها بأن يحقق أمانيها.. موحشة هي الأمكنة بدون فارس أحلامها ذلك الذي تربع على سدة أحلامها مطولا دون أن يتقدم لها أو حتى يخطرها بنيته القيام بذلك.. كم تتمنى لو أنها تعرف جيدا ماذا يدور في بال أهلها إازاء تصرفاتها الغريبة.. اتخذت الكرسي الخشبي خيارها الوحيد قابعه ؛ تسترجع ذكريات الطفولة.. من القسوة أن تتندم على ما مضى من طفولتها.. وحيدة إلا من نسيانها ماجرى لها مع عشاقها المتخفين بأقنعه العار.. حرقه تعلو وتهبط في مستقر قلبها الرقيق حانية على وقته االذي يكاد يتناقص شيئا فشيئا,,
تابعت في ذهول عما إذا كانت تستطيع أن تواصل السهر دون جدوى,, تفرست في المرآة فارتمت على ملائاتها غير آبهة بما سوف يعده القدر لها.. كم هو شعور غريب أن تفاجأها المآسي على حين غرة.. دون أن تستعد لما قد يحدث لها من إضراب عن الطعام..