[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:darkred;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبدأ من كثرة مشاكلي فأنا فتاة
في الخامسة عشر من عمري ،
أبي عمرة خمسين عاما عصبي للغاية
ومتشدد كل شئ حرام
فمثلا التصوير حرام والأناشيد
لا نسمعها ونسمع القرآن علشان الأناشيد
مش مفيدة كما يزعم كل لما يراني
أسمع أناشيد يقول لي لا تسمعي أناشيد
واسمعي قرآن والله جعلني امل من كل شئ ،
لا يعرف الحنان ، منعزل عنا ،
أما أمي فإنها عصبية أيضا لا تعرف
شيئا اسمه تفاهم ولا حوار
عندما نكون نلعب وفي غاية
الفرح تاتي تصيح فينا وتنكد علينا
لا تعرف شيئ اسمه الترويح
عن النفس باللهو كألعاب الكمبيوتر
أو أي شئ من اللعب الاخري ،
وكثيرا ما تدعو علينا ،
كل شئ عندها الدراسة
والاجتهاد والمذاكرة لا تراعي مشاعر ،
ولا تعرف كيف تربي
،ولا كيف تتعامل مع المراهقين ،
لا تعرف الحوار ولا التفاهم ولا الهدوء ،
عندها اعتقاد شديد جدا في
الحسد تخاف من كل شئ وتسمية حسد،
وكل هذا يحصل أيضا لبقية اخوتي
ألجأ اليكم بعد الله في حل
هذا الجزء الصغير جدا من مشاكلي
ولكم مني كثير الدعاء[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
يرد عليها
د. محمد بن عبد العزيز العقيل

وكيل شؤون الطلاب بكلية المعلمين في الأحساء.
الشهادات العلمية:
• دكتوراه في الفقه المقارن - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - المعهد العالي للقضاء . بعنوان : (تحقيق المحيط البرهاني في الفقه النعماني من كتاب الشهادات إلى كتاب الرجوع عن الشهادات) 1419-1425هـ .
• ماجستير في الفقه المقارن بعنوان : (أحكام ذوي الأرحام في فقه الأسرة) - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - المعهد العالي للقضاء 1414-1417هـ .
• بكالوريوس في الشريعة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية الشريعة في الأحساء 1410-1414هـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حفظكِ الله ورعاكِ أيتها الأخت الكريمة .
لا يخلو أحدٌ منا من وجود عددٍ من المشكلات في حياته ،
وعلينا أن نواجهها بالإيمان بالله والثقة بالنفس .
عليكِ أنْ تتقبلي أباكِ كما هو، ولا يعني هذا البقاء على هذه الحال،
لا لم أقصد هذا، لكنني أقصد أنَّه ينبغي علينا أن نعرف اختلاف طبيعته وشخصيته
مع محاولة تفهمه أكثر، والتقرب إليه أكثر، والتحبب إليه أكثر، والتودد إليه،
بإظهار تقديره وحبه، وبخدمته، وبأنواع من البر الذي تعرفين أنَّه يحبه منكِ،
لكي تتقربي إليه أكثر ويتقرب منكِ .. وعندها يخلق جو الحوار ..
الذي به نستطيع أن نصل إلى ما نريد وبكل هدوء .
أختي الكريمة: لن أسرد لكِ أدلة القائلين بحرمة التصوير ،
فلعكِ تستطيعين أنْ تطلعي عليها عبر الإنترنت أو غيره ،
وهنا عليكِ أنْ تعرفي بأنَّ أباكِ ليس متشدداً كما تقولين إنما هو متلزمٌ بأقوال العلماء
الذين ظهر الدليل عندهم على حرمة التصوير ،
ونحن نستطيع أنْ نصل إلى الحوار معه ولكن مع الصبر واتساع الصدر
والتحبب إليه والتقرب منه .. وعندها ستجدين أنَّ مواقفه أكثر قبولاً عندكِ ..
وآرائكِ أكثر تقديراً لديه ..
أختي الكريمة : ألا تتفقين معي بأنَّ وجهة نظر أبيكِ تدل على حرصه عليكم ،
وحبه الخير لكم ولأوقاتكم ؟ أنا أتفق معكِ أختي بأنَّ الترويح جانبٌ مطلوب
، ومنهجٌ مرغوب ، ولكن لا تكثري منه لكي تنتفعي بوقتكِ
وهنا أقترح بأنْ لا تستمعي للأناشيد في حضرة أبيكِ وأنْ تقللي
منها قدر المستطاع واستمعي للمفيد من الأشرطة ، وروضي نفسكِ على ذلك .
أختي : لا مانع أنْ تشعري أباكِ بالطريقة التي ترينها مناسبة كأن تكتبي إليه رسالة ،
أو تصارحيه في وقتٍ ترينه منشرح الصدر هادئ البال ،
بحاجتكِ إلى حنانه وحبه وقربه ، أشعريه بذلك ،
واختاري الوقت المناسب والأسلوب المناسب والعبارات المناسبة ؛
لكي تصل الرسالة التي نريد إيصالها إليها بكل وضوح .
وأمكِ كذلك .. وإن كانت أمكِ أسهل والطريق إليها أقرب ،
بحكم بقائها معكم في المنزل ، وبحكم عاطفة الأمومة .
اجلسي معها وصارحيها بما تريدين لكن بكل حب وبكل احترامٍ وود .
افتحي صدركِ لها ، وبثي حاجتكِ بين يديها .
وإنْ رأيتِ أنَّ الرسالة أحسن فاكتبي لها رسالة وقدميها لها في وقت مناسب واطلبي منها أنْ تقرأها بتأمل .
أختي الكريمة : كوني متفائلة .. غيري نظرتكِ للوضع المستقبلي لحياتكِ ..
واجعلي الصورة مشرقة وستكون كذلك بإذن الله ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) .
وكوني ذات عزيمة وإرادة على أنْ تصححي تلك الأمور كلها ولكن بكل حب وهدوء ،
وبكل احترام وتقدير ، وأنا واثقٌ - بإذن الله - أنَّكِ قادرة
على تحقيق ذلك بعون الله وتوفيقه ، فأنتِ فتاة نشأتِ في بيتٍ صالح ،
وبين أبٍ وأمٍ صالحين ، وكل ذلك يهيئكِ إلى هذه الإرادة والعزيمة ،
وإلى هذه الهمة التي بها بعد عون الله وتوفيقه تستطيعين أنْ تحققي ما تريدين ..
فقط كوني متفائلة .
وفقكِِ الله ورعاكِ .. وجعل الفردوس الأعلى مثواكِ .
أخوكِ .