عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2012, 03:58 PM
الصورة الرمزية سالم الحكمي
سالم الحكمي سالم الحكمي غير متواجد حالياً
 






سالم الحكمي is on a distinguished road
افتراضي أحاديث الآحاد (2)



في يوم من الايام كنا ثلاثة نفر نتقاسم غرفةُ واحدة و نقوم بنفس النشاط اليومي تقريباً لاننا في وقتها نعمل في موقع واحد و قد اكرمنا الله بأن كنا اقرب الساكنيين الى المسجد و كانت اياماً جميلة قضيناها و ما يؤسفني الآن انني ايقنت انها مجرد ذكريات ..و لا اظن ان هناك من تقاسم نفس الجدول اليومي مثلنا و لا تآخى في الديار البعيدة مثل اخوتنا ! كيف ؟
قمنا بشراء سيارة كرسيدا موديل 88 امريكي " ثلاثة اشخاص في سيارة" و كنا بالطبع عزاب و نحضر الدروس العلمية و في لحظة من اللحظات تصوّرت اننا قد نصبح مشائخ و لم تعد كونها وساوس و نعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

كانت الحياة جميلة , على الاقل اجمل من الآن حتى ان الناس كانوا يتلطفون معنا و صاحب المطعم يزودنا في الطلب و توصية و كلام كثيييير !
كنا نحزن عندما ينزل احدنا اجازة و نشتاق له شوقاً عارماً و ما نصدق يورينا صندحته و بدأت الامور تتغير عندما توفق اخونا علي في الزواج و تزوج و لكن في المنطقة الشرقية كان عزابي معنا ! فلم يتأهل في ذلك الوقت لغلاء الاجارات و ظروفة الخاصة ..و لكن عموماً تغيّر الرجل قليلاً و اصابه الكسل و على الاصح " عُقُل " وفي آخر المطاف استأجر و سكن بأهله و بقيت انا وعبدالله و كأن الاخير تحمس لفكرة الزواج و اصبح كل اجازة ينزل فيها عبدالله يخطب و من حسن حظي كان ينتكب مرة بعد اخرى ولله الحمد , كان يشكوا لي من سوء حظه و كنت استغرب فعلاً من عدم توفيقه ففي احدى الحالات توفي عمه و ابن عمه " ارحامه الجدد "في حادث سيارة و بعدها بطلت البنت منه و كأنها كانت مجبورة , في تلك الايام لم يكن الامر مثل اليوم كل من جاء رحبوا به !!

اخبرني اخي عبدالله عن حوالي 13 خطبة فاشلة و قد تعاطفت معه في اخر الموضوع نظراً لعظم هذه الرزية و في نفس الوقت تذكرت نفسي انني ربما اواجه نفس المصير في المستقبل " يالله عفوك " , ببساطة كنا نستنفر لأي امر يخص احدنا و لا ننظر للمكسب و الخسارة بقدر ما ننظر للوقوف الى جانب الاخ و الصديق و لم اندم شخصياً على أي امر من امور الدنيا ولله الحمد .
كحال الدنيا لا بد من اجتماع و افتراق , و حصل الفراق و انتقلت الى الطائف لاشهر و من ثم الى جدة و بقيت على تواصل مع ربعي الاوليين حتى كثرت شرائح الجوال و فقدت الاتصال بهم . الغريب في الامر ان اولئك الاخوان سبحان الله بقدرة قادر قاموا بشراء اراضي في حفر الباطن و فتح الله عليهم و اكتشفت ذلك بالمصادفة و وقع في يدي رقم احدهم و اتصلت به و ما فاجأني انه كان بارداً جداً حتى انني بدأت اتراجع في " طيبين و كيف الحال " و شككت ان الرقم غلط ..قمت بانهاء تلك المكالمة بشكل ايجابي قدر المستطاع و لكن و الله اني لم استرح حتى تأكدت من الرقم وقمت بالاتصال مرة اخرى بعد حوالي اسبوع و قلت في نفسي " سأذكره بموقف سخيف من المواقف القديمة واشوف اما يستعيد الذاكرة او فلا خير فيه ,,فعلاً لم اجد صعوبة فالحماقات التي كنا نرتكبها داخل العزبة كثيرة و انتقيت له واحد منها و عندما فاجأته " تذكر كيت و كيت " ,,,ذهلتُ والله لرد الرجل و حمدت الله انها كانت مكالمة و لو كانت وجهاً لوجه يكن نتقاتل ! لا حوووول ولا قوة الا بالله !
غسلت يدي منه ومن باب تعزية النفس , ذهبت الى شخص من الزملاء ايضاً و كان يكبرنا سناً و اصيب بعارض صحي و كان الجميع يهتمون به و يزورونه في البيت بشكل متواصل و الرجل حبيب و مؤذن مسجد و لا زلت على تواصل معه بفضل الله , شكيت لهذا الاخ ما جرى من الصديق القديم و سألته عما اذا كان يتذكر الاخوة التي كانت بيننا و اجابني " لا حول ولا قوة الا بالله والظاهر الدنيا تغيرت ولكن و الله ما توقعتها تحدث بينكم انتم لانكم كنتم اكثر من الاخوة "
يبدوا ان اخونا المؤذن يعرف الكثير و لكن ربما لم يشأ ان يزيد من مواجعي و لكني لاحظت ذلك عليه و استحلفته بالله ان لا يكتم شيء مما يعرفه عن احوال اولئك النفر خاصة و الشباب عامّة . وافق الرجل و سألني سؤال غريب : كيف اوضاعك المادية ؟,,,(الحمدلله مرتاح ) ثم سأل : الحمدلله على كل حال لكن كم رصيدك ؟؟ قلت له الله يهديك زي ما انت خابر ما فيه جديد يزيد الراتب ويزيد المصروف معه ؟ هنا قال لي صاحبي المؤذن : هذا هو السبب انت لم تشغلك الدنيا و يمكن لو كان معك عقارات مثل فلان و فلان اخوياك ما جيتني في هذا المكان ؟ طبعاً عتبت على الرجل و لكنه قال لي هل تذكر كل اولئك الشباب لم يتغير منهم احد الا من دخل عليه فلوس ؟ و لا تضمن ان يدخل عليك فلوس بكرة و تنسانا مثلهم ؟ الحقيقة اثر في كلام الرجال و اخذت في التفكير هل الدنيا و حطامها له اثر في اجمل شيء في العالم و هي الاخوة في الله او الصداقة
؟
و هنا اتسائل : كم من اصدقاء او اخوة او اقارب فرقت بينهم الدنيا ؟ و غرتهم المستويات المعيشية وهذا معه شي وذاك ما معه شيء ؟
و ما هو الشيء الذي يجعل شخص كنت تتقاسم انت معه الزاد و لا
تمانع في اعطائه حتى ملابسك , ينقلب و يتحول الى شخص غريب كانك من بلد و هو من بلد آخر , لو وسوس لك الشيطان و قال لك " الاصل " فقد تجد هذا الشخص ابن عم لك او حتى اخ شقيق ؟ و لا تجد في تاريخ الآباء و الاجداد الا كل مشرق و جميل من الشهامة و النخوة !
اخيراً و صلت الى قناعة ان السبب هو الدنيا , فانها ان اقبلت على شخص خدعته و غرته و ابتلته باقرب الناس اليه في بعض الاحيان ..و عندما نفقد اسرنا او اخواننا و اصدقائنا فبماذا تنفعنا الدنيا كلها من المشرق الى المغرب .

اليوم , نسيت اولئك النفر و لا اكاد اذكر الا لمحات عابرة تمر كالبرق في خيالي و لا اسلم من تبعتها على نفسيتي ..ولكن الشيء الذي لم انساه الى هذه اللحظه هي كلمت امام المسجد عندما قال لي انا وش رأيك في ؟ قلت له فيك الخير يا فلان . فقال " ها والله ما اضمن لك نفسي لو يصبح معي فلوس ان اتغير !"

غفر الله لنا ولكم جميعاً و لاخواننا المسلمين و ذكرتها للفائدة و اعذورني ان اطلت او خلطت اللهجة (عامي و فصيح )و لكن قد نبعت من القلب و ربما هي اصدق . و نراكم في حديث اخر ان شاء الله و دمتم بخير و سعادة











ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
احذف حســـــــــــــابي يا صاحب الصلاحية
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة سالم الحكمي ; 04-03-2012 الساعة 04:07 PM.