11-03-2012, 11:46 PM
|
#34
|
|
رد: برقيات برّاق...(محاولة لتكوين هامش)
.
منذ الصغر يميل الانسان الى التقليد بطبعه...
وقد يصبح هذا الطبع لزمة يصعب الخلاص منها حتي تغرغر الروح..
التقليد حق ضمنته البيئة والتربية والحالة الاجتماعية والنفسية, وقد يـُهدى لك من الخادمة او المربي, او حتى عيال الحارة.
وعززت مواهبنا الفطرية اكتساب التقليد واتقانه على حساب النسخة الاصلية التي خلقنا بها.
أي ان التقليد نسخة مزورة, لكنه يلبي الحاجة لتحقيق الذات والمكاسب كيف ما كانت النتائج.
القذافي صّدق انه تلميذ عبدالناصر.. لكنه نسخة مزورة وغبية من عبدالناصر, وعبدالناصر نسخة مزورة من سعد زغلول, ولا اشك ان بين زغلول وعرابي الكثير من المشتركات العظيمة.. افتقدها ناصر والقذافي.
هذا ما يخص حكومات "الكوتش" أي المزورة. التي لا تمثل حقيقة الشعارات التي ترفعها.. فهي لم تصل الا بالتزوير والقليد.
فلا اصلاحات حقيقة, ولا ابواب مفتوحة, ولا حد تحت النظام.
بل فساد, وشراء ذمم, والجميع فوق النظام بما فيهم الانتهازيون من الشعب, فكيف بمن وضع النظام..!
اذا نحن امام مشكلة كبيرة..!
كيف نفهم هذه الكيمياء؟
المقلد يجزم انه نسخة اصلية, وغير مخترق, وانه هو المُخلص وهو الكفيل بأن تسير الامور في طريقها الصحيح طالما وضعه القدر في هذا المكان.
وكما يعول على "الاورجينال" يعول ايضا على القدر, "فأنا قدركم بل انا حاميكم بل انا سيد نعمتكم بل انا مخلصكم وبطلكم ..
بل " ربكم الأعلى ". نسخة معطوبة تـُصب في عقول العباد.
فالإله والرب يستحيل ان يتراجع عن قراره, فكل ما قدره هو في مكانه الصحيح, وكل من اختاره او ارسله ووكله فهو معصوم من الخطاء والزلل.
وكذلك " الالهة المعطوبة " لا تستطيع القبول بأن هناك اخطاء في ما تقرره وتراهـ. لذلك تستخدم كل الوسائل في تمرير رغباتها الى " بيبي إله " اشد زيف من سيده وهكذا تكون حلقة التقليد قد بلغت ذروتها وحين تجتمع هذه الدستة من المقلدين الى مربيهم الاول فهم يمارسون عليه ما مارسه عليهم من مهارات "التسبيح والتقديس"
لكن المشكلة في النتائج.. فلا يمكن ان تخفى على العامة, حتى لو كانوا مجموعة من " الحيوانات ".
يكون حينها قد فات الفهم على "الكوتش" كما قال احد المقلدين لشعبه... (الان فهمتكم)
عندها يكتشف هذا المزيف انه هو من اعطى "الباسورد" للمقلدين الصغار كي يخترقوا كل حسابته المزورة.
وهنا تكتشف هذه الالهة انها من اسوء خامات الطين, فهم غالبا ما يكشفون لنا عوراتهم لكي يتسنى لنا التأكد من ذلك.. كما حصل مع ملك ملوك العرب ومن قبله خميني الفرس الكبير.!
فنرى ان كلٌ له سوءة لم يستطع ان يخفيها.. فالكبرياء يـُدك عند اول امتحان جدي.
فهل يتعظ بقية المقلدون..
فان الناس اذا خرجوا فأنهم لن يعودوا الا بعد ان يتأكدوا..
هل هم ايضا نسخً مقلدة ام اصلية, حتى ولو تدمر الالاف منهم..؟
فما نحن بصدده الان ان الشعوب والجماعات العربية اصبحت تحاول ان تعرف هذا الامر, وتتنافس فيما بينها البين في سرعة الكشف والبحث عن قدراتها الذاتية وسماتها الاصلية من المقلدة.
اسعدكم الله.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 11-03-2012 الساعة 11:54 PM.
|
|
|