عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-03-2012, 12:10 PM
الصورة الرمزية سعد الحبيطه
سعد الحبيطه سعد الحبيطه غير متواجد حالياً
اداري
 






سعد الحبيطه is on a distinguished road
افتراضي قصة حب للعابرين ....

أعلم أن الغياب نميمة الحنين .. وعقوبة الشوق .. ومنّة الوقت .. لكنه ينتهي بكم ..
أفلا أكون حينها ذا حظٍ عظيم ؟!


لازلت استبيح غدق الكلام جنوناً فوق الجنون ..

الا يا حظي العاثر الا يا دربي المائل الا يا عشقي القديم رمم لي بعضً من حكايات المسساء...

حلوى المساءات ترفٌ لاتؤمن به القصيدة .!
كلما تلوت على النساء سيرة الليل والنخيل والطفل الذي يسأل القمر عن أمه ، قلنَ هذا مدٌّ لغوي يخضع لقانون النثر والشعر ..!

قلت لكِ ذات مساء ليس بين الماء والماء ملح البحر أو استغاثة مخلوقاته .. مسحت لكِ ضباب المرايا ووقفت في محراب أنوثتكِ طفلا ينفخ الروح في دمى انفعالاته وشجنه .. !
آه يامالئة الدنيا وشاغلة التاريخ .. كم أنا مشتاق إليكِ حيث كنتِ ..!

قولي لي أيتها المتكئة على أريكة القصائد ، كيف نشتاق إلى اللحظة التي نشتهيها ، ونوغل في حزن استحالة استرجاعها أو تخلقها ؟!
متعب ياولادةَ حد ارتعاشة أصابع القصيدة .. !


قالت لي أنثى الألوان :مشكلتك يابن زيدون أنك تكتب لامرأة واحدة ، والنساء قافيةٌ متعدد أذواقها ...!

قلتُ : إن لي في سيرتها الأولى عبرة ، فالألوان نظرية نفسية لاتتوافق مع وحدة النص الروحي ، ولهذا ربما كنت الوحيد الذي يكتب ما تعيه ولادة وحدها دون سائر النساء .. !
ثم ألم تدركي بعد أن ولادة كل النساء ؟!!


وبعد أن استتبَّ لكِ الشعر ..!
وظلَّت العيون تتلصصني من وراء الستائر بأمر إيماءاتك للأقربين والغرباء ... !
لايهم كل هذا .. المهم أنني الحدث والتاريخ والقصيدة ..والوحيد القادر على اقتراف الشعر في اليوم ثلاث مرات ..!
كل هذه السطور لأنثى القصيدة ...وكل هذا الفراغ لقصيدة الأنثى .!
كم أحبُّ أن أصل ( سقف الكفاية ) قصيدة يرتلها القوم .. وكم أكره أن أكون قصيدة حين تنقل القصائد نبأ قومٍ أشاعوا الأغاني وأعدوا المكان للرقص ..!
سأخلعُ حبك حين يمر عابرا في مدارٍ يؤدي شعائر العقوق للشعر .. وأعود لأقرأ كتابيه..
لكم قلتُ لك إن الحب شجرة كثيفة الظلال تفرحُ كثيرا بالعصافير التي تسكنها لكنها لاتكتفي بغنائها ..!
أنثى بحجم قصيدتي تتمدد من الماء إلى الماء .. ترهقها التفاصيل وتجتاحها حمى الفقد ، وحين تلقي بيومها على أريكة من قطنِ التعب تتوقُ إلى ذراعٍ من زمنٍ لاينفد ..!
ليلة البارحة كنتُ ممسكًا بستارة نافذتي .. أستنشقك من مطلع الصوت ثم أتلو قصيدة الطفل السابع ..
داهمني المكانُ حينها وسقط الصوت في هوَّة الغياب .. أخذت أحدق في تبدُّل صور التلفاز ..
فجأة ثقبني ( عود مارسيل خليفة ) ينادي عليك باسمي ..استعدتُ معه أرقام هاتفكْ .. فيبست أناملي على هاتفي ..
ورجعت مسرعًا خطوتين للوراء حتى تعثَّرت بذكرياتي .. وسقطتُ في بئر حنينٍ جديدْ ..!


لا تخوني يدي..
حينَ أملي عليكِ القصيدةَ ..يسكنني طائرٌ من شجنْ ..!
صفحتيْ
شهقتيْ
أو رغوةٌ فوقَ كوب اللبنْ ..
كلها حينما تصمتينَ ..
تعيد لذاكرتي ( فاتنًا ) وبياض الكفنْ ..!


بصوتك نصف اشتهاءٍ ونصف انتظارْ ..
بصوتي سماءٌ تنامُ كلؤلؤةٍ في محارْ ...
كلانا يغني على الحزنِ .. يضحكُ للأمنياتِ البغايا
ويغفو كطفلٍ يبلّله البرد ..
تأخذه لقطاتُ مسلسله الضحويِّ نحو النهارْ
كلانا يخاف على شفتينا من البوحِ .. أنفاسنا رثّةٌ في حضور المرايا
وأعمارنا غضّة في فراغِ الحنين .. وأيامنا من دُوارْ ..
متى يهدأ العمرُ.. لانسأل الصمتَ عنه ، ولا نتقصّى عليه الكلامَ
سنمضي به في الفراغاتِ .. فوق سطوحِ الأغاني .. وعبر ارتباكِ الطريقِ
ونمضي نخدّرُ أحلامنا باحترام الحقيقةِ حين يداهمنا الانكسارْ ...!

مساؤكِ دربي
نداؤك قربي ...
وبيني وبينكِ ما بينَ بيني وقلبي ...!
أن كلُّ بيتكِ بيتي ..
هذا البناء الشهيُّ على مستوى الروحِ يقتاتُ ذنبي ...
أن كل صوتك صوتي
هذا النداء العصيّ على مستوى الحب يغتابُ حبّي ...
مساؤكِ أنتِ ..مساء العذوبة ..
كنورسة لاتشقُّ الدخان الكثيف فترسم بين البياضِ سوادًا ...
وتمضي تجفّفني في صباح الرطوبة ..
كعصفورةٍ لاتطيرُ بعيدًا تحطُّ على الغصن ..
تحملها الريحُ نحو السقوطِ وتتركها قفزاتٍ كذوبة ...

مساؤك أنتِ ... مساء العذوبة
كأني أحبكِ قبل البدايةِ .. وفوق الحنين.. كأني أحبك منذ ابتدعتُ الكلامَ ومنذ اخترعتُ الحنين ..
أجل أجل .. ! ( أنت بيضاء من فئة الياسمين ) ..!
مسوّمة كالقصيدة .. سادرةً كلما تبدئينْ
أجل أنت أم الحكايا .. وبنت الصبايا .. ونوّارة في حقول السنين ...
تجيئين كالمستحيل البعيدِ ..
تروحين كالسهلِ يمضي ورائي ...
على كلّ حالٍ جنونٌ مبينْ ...!
أحبك ..كالليلِ .. كالصبحِ ..كالخلجات الكوارى ..
كشيءٍ مخيفٍ أمين ...
لنا أن نحبّ طويلا .. لنا الأغنيات العذارى ...

وللغيبِ ما يفعل الدهرُ بالعاشقينْ ...!

_____________________

مما طاب من بريدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
سبــحان الله وبحـمده سبحــان الله العظيـم



أخر مواضيعي
رد مع اقتباس